الأربعاء، 23 ديسمبر 2020
كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر
الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020
أنثى نسي التاريخ اسمها _ لينده أشواق شرفة
أنثى نسي التاريخ اسمها
لكل امرأة على هذا الوجود
فلتعلمن أني سبقتكن بعهود
أني مررت في ذاكرة الحدود
مررت على جبال أرض نوح
مررت على صدر فرعون المذبوح
من قلعة حلب وجرش الصروح
تركتكن في ثرى يسوع
يامن مررتن على طرقات الخضوع
إني ياحسناوات لم أعد أخشى الوقوع.
وإن صارت كلماتي فتنة
وإن ذقت ألف محنة
هاقد شارفت على الخلود
في ذاكرة لا أحد.
من فيكن قلبها ضاع أو وثب
وقد شارفت على الحدود
من وطأة المستبد.
كلكن يا نساء الأرض كلكن
لستنّ مثلي ولو واحدة منكن
لم تلعب إحداكن بشعر الخيول
لم تتعب صعوداً أونزول
لم تورق يداها ربيعاً ولم تلبس الفصول.
أنا يا نساء أتقنت الدمار
لعبت كثيراً بالنار
واحترقت ألف مرة
بكيت جهراً وسرا
وماسئمت الانكسار.
نعم
إني أبدعت في وصف جهنم
ولم ينطق لساني بحرف أو يتكلم
نبتت في شوك الصبار
ثم ظللت بالورد أحلم
كلكن يا نساء العالمين لم تتقن فنون الحصار
لم تعرفن أنظمة مشارق الأرض ومغاربها من استعمار
أما أنا فانجزت ماعجز عنه كل جبار
دونت رماد قلبي باحرف من نار
حتى احترقت قافيتي وصارت سوادا
وكل اوراقي أمست رمادا
فيا معشر نساء الارض
يامن تعشن على خطوط الطول ودوائر العرض
أنا وحيدة الكون التي عشقتها الحنظلة
أنا التي كتبتها حروفها ثم جهلت المسألة
أنا ابنة المستحيل التي لم ينجب أحداً غيرها
أنا أم الحروف الشريدة التي نسيت أصلها
إني أمها إني أمها إني أمها.
فيا جميلات وحسناوات
يا من مررتن بشتى الطرقات
أنا امرأة ذكرها التاريخ ونسي اسمها
أنا أنثى عربية أنكرها الزمان وكذلك المنتهى
وحيدة أمها وحيدة دهرها وحيدة وحدها.
الاسم : لينده أشواق شرفة
البلد : الجزائر
الأحد، 8 نوفمبر 2020
في حضورك لا بقية _ بسمة أسعد
" في حضورك لا بقية "
لا جميلة في بغداد تجاريكِ
وأميرات الشام بغير حسنك
لا تقنع
مسحة من الرحمن فيكِ
خجل في العينين يصد ويمنع
يا آلهة الطهر دعيني
أتعمد حبّكِ إيماناً
هدفاً أسعاه
ديناً أعتنقه
حبّاً لا أرتد عنكِ
ولا أرجع.
يا أنتِ
نبع المسك.. سر العنبر
عود الريحان.. أبيض الورد
والأحمر
ياحلم أمسي وغدي
بالله عليكِ جودي
بطرفة من عينيك وكوني
بصري ونطقي وكل ما أسمع
وخذي مني ماشئتِ
مابقي من العمر
وكلّي لكِ يخضع.
ياسيدة الحسن الأولى
في وجهكِ آيات تتلا
أرتلها صلاة
ولجلالة عينيك أخشع
في محراب روحك سلام
قداسة الحبّ فيه يغمرني
فأركع
سبحان من سرى بي إليكِ
سبحان نفس يتردد فيكِ
ياعبق الورد الأزكى
يابخور صومي
يازادي وشرابي الأشهى
في حضوركِ
لا بقية
سيدة الجلالة يا أنتِ
سبحان من صوّركِ
فأبدع!
سبحانكِ
ما أعظمكِ
وأروع!
بسمة أسعد.. سوريا
الخميس، 5 نوفمبر 2020
طائر المنفى بعيد _ قاسم محمد العاني
طائرُ المنفى بـــعــــــيــــــد
لاتسألي عمّا يجولُ بخاطري
قد تسقطُ الكلماتُ
دونَ ..حنانِ
فأنا الغيورُ
إذا نسيتِ هويَّتي
وأنا المهاجرُ دونَ أيِّ مكانِ
كلُّ الرواياتِ التي حدَّثْتُها عنكِ انطوت
وتبدَّدت كدُخانِ
عجبًا لهذا القلبِ حينَ
يشدُّني وترًا
ويرجِعُ خائِبَ الألحانِ
ذنبي إذا أحببتُ
يخذلني الهوى
وكذالكَ الأحلامُ في الأوطانِ
ظَلِّي هنا و هناكَ
جرحًا دافِئًا
ظَلِّي فظِلُّكِ حارِسُ الأجفانِ
ظَلِّي عسايَ أعودُ
حُلمًا صادِقًا
من بدَّل الأوجاعَ بالإنسانِ
حقُّ الحبيبِ على الحبيبةِ
دعوةُ اطمئنانِ
يُنسفُ بعدَها الثقلانِ
في معطفي
بردُ الحياةِ
وقُبلةٌ شتويّةٌ خبَّأتُها لزماني
متمترسٌ بالشوقِ
خلفيَ دمعةٌ
وبجعبتي جيشٌ من الأحزانِ
وبراحتيكِ
سفينةٌ مكسورةٌ
تخشى على حزني من الطوفانِ
ألصبرُ أَرسلَ للغرامِ رسولَهُ غيثًا
سقى الأرواحَ للأكفانِ
والدهرُ قدَّمَ عُذرَهُ
والعمرُ حقَّرَ جذرهُ
والقهرُ لي عينانِ
ممنونةٌ للحزنِ يا بنتَ الفراقِ
وتحسُبينَ عقاربَ النسيانِ
الذنبُ ذنبُ الوقتِ حينَ عرفتكِ
الرمليّةَ الأولى لكلِّ كيَانِ
أنا لستُ أرجو في الحياةِ بقيَّةً
بيني وبين الموتِ
بِضعُ أماني
ياأيها المخلوقُ
من ورقٍ ونارِ ، علا طريقَكَ آيةُ الحرمانِ .
شعر : قاسم محمد العاني . سوريا
الكبار لا يكذبون _ نسرين محمد
السبت، 31 أكتوبر 2020
إلَّا رسول الله _ رهيف حسُّون
#إلَّا_رسول_الله
#وإنَّكَ_لعلى_خلقٍ_عظيم
#إنَّا_كفيناكَ_المستهزئين
رَسُـولَ الله، يـا عَـبَـقَ الـزَّمَـانِ
بِـمَـدْحِـكَ جَـاشَ بَـحْـري بِـالـمَـعَـانـي
ولـو أنَّ الـحُـروفَ مُـسَـخَّـرَاتٌ
لِـبَـثِّ لَـوَاعِـجِـي، لَـبَـرَى لِـسَاني
ولـكِـنَّ الـكَـلامَ، يَـكِـلُّ طَـرْفَـاً
عـنِ الـسِّـرِّ الـمُـعَـتَّـقِ، في الـدِّنَـانِ
فـلا الـعِـطـرُ الـشَّـرودُ، يُـجُـيـبُ سُـؤلاً
إذا عَـجَـزَ الـبَـيَـانُ عـنِ الـبَـيَـانِ
ولا الـنَّـفـسُ الـوَلُـوعَـةُ، في دُجَـاهَـا
ولا الــرُّوحُ الــمَـشُـوْقَـةُ لِـلـجِـنـانِ
سَـلِ الـزَّمـنَ الـمُـبَـعْـثَـرَ في جَـبـيـنـي
وهـل عَـيْـنَـايَ غَـيْـرَكَ، تُـبْـصِـرانِ؟!
فـلـو في مُـعْـجَـمي، مِـلـيـونُ حَـرْفٍ
لـضَـاقَـتْ عـن مَـديـحـي وافْـتِـتَـانـي
حَـبـيـبَ الـلـه، شَـمْـسُـكَ لـيْـسَ تَـخْـبـو
وذِكْــرُكَ حَــاضِـــرٌ فــي كُــلِّ آنِ
سَـيُـوْصَـمُ بِـالـمَـخَـازي مَـنْ أسَـاؤوا
وهل يَـرْقَـى الـثُـرَيَّـا، حِـقْـدُ جَـانِ؟!
وإن آذَوْكَ فـي رَسْــمٍ قَــبـيــحٍ
فَـسُـنَّـتُـكَ الـتَّـرَفُّـعُ عـنْ لِــعَــانِ
فـرَبُّـكَ قـالَ فـي الـتَّـنْـزيـلِ: [ إنَّـا
كَـفَـيْـنَـاكَ ] الـمُـسـيـئَ، مَـدَى الـزَّمـانِ
أُحِـبُّـكَ هَـمْـسَـةً، تُـرْوي كِـيَـانـي
وتُـسْكِـنُـنـي فَـرَاديـسَ الأمَـانِ
ضِـيَـاؤكَ أُنْـسُـنَـا، إذْ هَـمَّ خَـطْـبٌ
وغَـابَ عَـنِ الـسَّـمَـاءِ الـنَّـيِّـرَانِ
ومَـوْعِـدُنَـا بِـإذْنِ الله حَـوْضٌ
لِـتُسْـقِـيْـنَـا كـؤوسـاً مِـن جُـمَـانِ
وَنَـدْنُـو مِـنْـكَ، تَـغْـبِـطُـنَـا الـبَـرَايَـا
فـبُـشْـرَانـا بِـذَيَّـاكَ الـتَّـدَانـي
عـلَـيْـكَ سَحَـائِـبُ الـرَّحَـمَـاتِ تُـهْـمَـى
نَـجِـيَّ الـذِّكْـرِ، والـسَّـبْـعِ الـمَـثَـانـي
تساؤلات _ صلاح الخضر
الأربعاء، 28 أكتوبر 2020
عليك نبضي يصلي _ عمار العزاني
عليك نبضي يصلي:
من شرفة الشوق حتى واحة الشجن
قلبي يفر إليك الآن من بدني
وليس إلاك هذا القلب يسكنه
إني أحبك في سر وفي علن
ما الحب قل لي إذا ما كنت مغترفا
من بحر طهركَ ما تجري به سفني
من لي بغيرك بعد الله يبهجني
لما بدا القلب مملوءا من الغبن
إني ذكرتك والدمعات تغسل ما
بي من أسىً فمآل الذنب للوهن
صلى عليك الذي سواك من وهج
يا مهبط النور في ذكرٍ وفي سننِ
عليك نبضي يصلي كل ثانية
ما فاح من مكة عطر إلى اليمن
محمد خير مخلوق له انفتحت
عين السماء ، كأن الأرض لم تكن
يا سيد الخلق لي روح محلقة
ولي بذكرك أفياء من الفنن
عمار العزاني . اليمن
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020
النفاج _ نسرين محمد
نسرين محمد . السودان
النفاج:
مذ أخبرتها القابلة بنبأ حملها الذي تجاوز الثلاثة أشهر ، كعادتهن ينتظرن فترة من الوقت تحت مسمى غياب ، حتى ينتهي الأمر بمقابلة داية الحبل الوحيدة في البلدة..
بدأت في التخطيط لاستقبال طفلها وبهجتها الأولى
سرًا لطالما كان إظهار الفرح بالمولود الأول عيبًا كما هو متعارف عند نساءٍ هنا ، حتى و إن قُتل أمام عينيها لا ينبغي لها قول شيء ، وقد تقضي إحداهن عمرًا كاملاً دون أن تنطق اسم طفلها الأول تجدها تردد " أخوكم الكبير ، يا هو ، كبير البيت ، سمي جدو " من العُرف أن يسمى المولود الذكر باسم جده..
قضت الستة أشهر المتبقية في الاستعداد ، أهمها دق الريحة ، وجمع قطع من الأقمشة الصغيرة ، خياطة بعض الثياب المتناسبة بالمولود أياً كان نوعه ، كانت تخفي سعادتها كما ذكرت
حتى لا يُقال أنها لا تستحي
تزامن ميلادي مع تحليق روح البقرة الوحيدة التي ورثها أبي من جدي
كان لرحيلها أثر أكثر من صرختي تلك
لأبي أربعة من نساء وعدد لا يحصى من البنين والبنات
قد ينسى شكل بعضنا والأسماء أحيانًا ، له ما يكفي من الأبناء
لذلك كانت فرحة أمي هي الغالبة ، لم يكن يعينه من الأمر سوى كم من الخراف سيهدر للعقيقة
يوم عقيقتي بكت السماء حتى سقطت بيوت القرية كلها
اضطر قاطنوها لتركها
قرأت عن الحادثة عندما بدأتُ في دراسة أسباب ضعف الإنتاج الزراعي في المنطقة عكس ما كان في السابق
لقب الأرملة الذي لازمني لعشرين عاماً الماضية أراه في تلك الارض ، تشبهني أو أنا من يشبها
بعد موت ذلك العجوز
وكتم الأمر عن السُلطات ، المحكمة كانت أسرية ، أخذ
أهل القتيل عدد مقدر من الأبقار و انتهى الأمر
في البيوت المغلقة التي تتنفس عبر النفاج يمكن فعل أي شيء
القانون هنا حكم كبير تلك البيوت ، لذلك الخلاص من حبل المشنقة سهل
لكن الخلاص من السنة نسوة البلدة قد يأخذ العُمر كله وما بعده
تذكر
أبي حادثة موت البقرة العزيزة والسيول ، هاقد حدثت كارثة أعظم كان الخلاص مني هو الحل..
تائهة في سماوات لا أجيد قراءة مافيها من سحب متغيرة
أنتظرك _ إسراء سعد
أنتظرك
إسراء سعد /مصر
أجدل شعري جدائل كثيرة،
أحلها جميعها ثانيةً..
و أنتظرك.
أفرط عدة ثمرات رمان
حبة.. حبة.
ثم ألقي بها في القمامة
أنا لا أحب الرمان..
و أنتظرك.
أصنع لك كنزة صوفيه
بلون عينيك..
أتخيلك، ستبدو وسيماً
أحلها ثانيةً،
أضع كرات الصوف مكانها..
و أنتظرك.
أخلع التقويم اليومي الذي بداخلي..
أُبعثر الأيام..
أُعيد ترتيبها في شرودٍ..
و أنتظرك.
أسمع صوت خطواتك على الدرج..
أبتسم في لهفةٍ ثم تنحسر ابتسامتي.
أفكر أنني سأريك آخر إنجازاتي،
لقد حللت الحب الذي بيننا
ولا أعرف كيف أعيده..
يأتي صوتك من بعيدٍ كأنه ضباب:
فيما أنتِ شاردةً؟
أستمر بالنظر إلى الطريق الطويل متمتمةً:
أنا
لم
أعد
أنتظرك.
لا زلت أرقبها _ إدريس سراج
لا زلت أرقبها
إدريس سراج. المغرب
شمس غرب سمائي
أميرة عذراء
ترجف
كلما لامسها غيمي
في دلال.
تتهادى
شرق صدري
تقصد قصرها.
السماء بحر
البحر سماء
و شمسي تشع
في ثغرها.
تغيب كلَّ سفر حلم
هي أميرةٌ تلهو
في عينيّ.
همسها منتهاي
عاشقة معشوقة
مقبلة مدبرة
فرس يافعة
نورٌ و نار
ماء في سماء
سماء في ماء،
و أنا نار بينهما.
شامخة أميرتي
تلج قصرَها
لتنام في صوري.
لا زلت أرقبها
حتى أغيب.
الاثنين، 19 أكتوبر 2020
المقصورة _ بقلم: فاتن فاروق عبد المنعم
المقصورة _ فاتن فاروق عبد المنعم _ مصر
تلك العيون الرانية، تتصدر رؤوس تلتوي تجاهنا حيث نكون، متطلعة إلى ألق، منذ أن كان يتقدم على مهل، ألقاه الله علينا من لدن حكيم خبير، نحمل الرسالة نجوب بها الأرجاء مبشرين ومنذرين، نتكيء عليها كما كل حاملي مشعل الهداية، فكانت لنا صولات وجولات أقضت مضجعهم، هم الذين كانوا يهدون الناس سبل رشادهم ولا يريهم إلا مايروا، فهبوا على قلب رجل واحد لينقضوا علينا فكنا لهم بالمرصاد ووقعنا باسمنا في صفحة الأمجاد، لفحت شموسنا وجوههم، وأحرقتهم فردوا مدحورين.
وفي غفلة منا تسللوا ينبشون القبور ويقلبون أرضنا الزاخرة، ليضعوا أيديهم على موطن قوتنا، بعد أن رأوا طريقتنا المثلى في التدوين، بأن نلقي فسطاطنا حيث حطت أقدامنا بهدي متن إلهي، كأننا نمتطي الريح لنصبح في الصف الأول، فبهرنا العدول الذين أشادوا بفعلنا، وأوغرنا صدور الحاقدين لتضطرم النار فيها، فعزموا على وجوب حلولهم بيننا.
وفي غفلة أشد وأنكى، بعد أن ميلنا إلى الدعة والاسترخاء وخالفنا هدي الأول تكدرت سمواتنا ورانت الظلمات على قلوبنا فأسملت عيوننا وضللنا فإذا استفقنا وحاولنا رد الصائل ألفينا أنفسنا في مرج التيه.
نبحث عن باب الخروج، والمزلاج بأيديهم، أرهقهم التدافع، تركوا المزلاج ليفتح الباب على مصراعيه، ليقودنا من صنعوهم على أعينهم، أبواقهم بيننا، اطمئنوا لكونهم سيبثوننا كل ما أرادوا، رسلهم بيننا، فعلوا بنا ما لا يخطر لهم ببال، تلك المسوخ، في ظاهرهم منا وماهم منا.
بنورة شفيفة، مكعبة تبين ما بداخلها في واجهة المتحف بالخارج فوق قاعدة حجرية كبيرة عالية ليراها الكل في غدوهم ورواحهم، لتأصيل محتواها في داخلنا، صنعوا الشخوص الممثلة داخلها على أعينهم، عنوا بتكوينهم كما أرادوا، كأنهم ارتسموا سمت كل منهم بالشكل الذي يرضيهم.
كأنها متحف مفتوح، متاح للكل، هؤلاء الذين رحلوا بأجسادهم فقط بينما هم مليء السمع والبصر، سيرتهم تحفل بها مختلف الشاشات والإذاعات والكتب المدرسية، والقائمين على هذه الوسائط مذعنون، ليحفرونهم داخل البراعم والطلائع، فيمتزجوا بمكونهم فلا ينفصلون عنهم أبدا، صانعهم يراقب المشهد ويصيخ السمع خشية الانفلات من قبضته.
ونحن دائما مفتنون بصنعة الآخر، لأنها الأجود، حتى البشر، كل منتجهم مرغوب فيه، النساء تتوق للبشرة البيضاء والعيون الملونة والشعر الأشقر، فتلفظن ألوانهن الطبيعية وتلجأن لما يحقق لهن مبتغاهن.
الصانع يرانا كما أراد فيطمئن داخله، كلما لاح له من بعيد ما يشير إلى انفلاتنا أسرع لتدارك الأمر.
ثبات الأحوال يشي بالاستقرار المأمول لهم، مازال الكيانات التي صنعها في بلادنا ترقد بين الثريا زيفا وعنوة، أطلق عليها كنيات نرددها ونرتضيها.
عكس السائد يصرحون بالحق والحقيقة، فيراهم الصانع العبد الآبق، والآبق لابد من عقابه، فيقبر حيا وميتا ولكن هيهات هيهات، يأبى الله إلا أن يتم نوره.
هيئة الأرصاد تعلن عن حرارة الجو الخمسينية في الظل وتحذر من الخروج وقت الظهيرة أو التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة.
البنورة المغلقة تحيط بها الشمس من كل الجهات والشمس بمكونها الهائل فضاحة، البنورة تحبس الحرارة ولا تسربها، تماثيل الشمع تبدأ في الانصهار التدريجي حتى تسوى بالأرض، بألوان كثر متداخلة، خمس وستون فقط هي درجة حرارة انصهار الشمع، صنعة الآخر رديئة، هذه أول مرة يدرك فيها العامة والدهماء أن صنعة الآخر رديئة يمرون من أمام المقصورة مذهولين، جحظت عيونهم وفغروا أفواههم غير مصدقين.
قام العمال بحمل أقراص الشمع مختلطة الألوان والتي تجمدت ليضعوها في سلال القمامة ثم هرعوا إلى تماثيل أخرى بالداخل بين الجدران والأبواب المعتمة، لا يراهم أحد ولا يعرفهم العامة والدهماء، مصنعون من معادن مختلفة، متدرجون في الجودة والقيمة، يتراوحون بين النحاس والبرونز والذهب والفضة وقليل من الماس، يعلوهم التراب لتغيبهم القسري.
قاموا بمسح الأتربة فتجلى بريقهم للعيون، هذه الكيانات صنعت على عين أجدادنا الذين خرجوا من أرضنا الخصيبة، الرحم الأول.
الصانع ممتعض، صرحه ممرد يشف عن ما بداخله، لم يكن بحاجة لأكثر من خمس وستين درجة ليتهاوى، الشمس هي أصل الحياة على الأرض، والأصيل لا يتبنى الأكاذيب.
الاثنين، 12 أكتوبر 2020
صرخة ) بقلم عمار بحلاق . سوريا
السبت، 5 سبتمبر 2020
وطن_ عمار بحلاق
وطن. عمار بحلاق. سوريا
رتّب أدواتِه وألوانَه بعنايةٍ فائقةٍ؛ ونصب حاملة اللّوحة أمامه.
الجرف الصخري يطلّ على وادٍ أخضرَ يلاحق فيه الأطفال فراشاتِ الربيع بين أزهار السوسن والأقحوان بينما تمتدّ زهور الشقّار الأحمرَ على خطّ الأفق الناعس.
استنشق ملء رئتيه؛ وهمّ يرسم عينيها.
الجمعة، 4 سبتمبر 2020
الوجه الماطر _ سلوى إسماعيل
سلوى إسماعيل _ سوريا
..........
غريبان
في الخيال
نتشارك ظل وردة
قبل أن تغفو
لنتحرر من قفص المسافة
على مائدة الليل
نتقاسم كسرة شوق
نؤلف مقطوعة موسيقية
بحجم اللهفة
نراقص أكواب الغياب
نحيط خصر الصدفة
بغصن أخضر
الوجه الماطر
غادر غابة الصفصاف
وشهوة الجدول
وحدها الرّيح
تثير رعشة الساق
لتتساقط نوايا الشجرة
ورقة ورقة
أنا ذاك الحلم الخفي
في ثنايا العقل
القلب
كنسمة شقية
أتسرب عبر مسامك
لحناً ثملاً
ينزع قميص ليلك
زراً زرا
ينثر قمحك
يعجنه بلعاب اللحظة
حتى تنضج
رغيفاً شهيّاً
يمضغه الليل حتى مطلع الفجر
السبت، 29 أغسطس 2020
وصية حب وحرب_ عفاف حسين الخطيب
عفاف حسين الخطيب
وصية حب وحرب
"ناديا"... يابنة الياسمينِ ذات الصّوت العندليبيّ..
من المُؤكّد ستَسألينني لِماذا لَم أضع تاريخاً أو عنوان ؟! فَأجيبكِ واليأسُ من وصولِ هذه الرسالة يُقيد أُمنيتي بحبالٍ من الخيبة،
وإنْ كُنت لا أتجاوزُ القواعدَ بِهذا؛ فمن الأفضلِ أن تَبقى على حالها لأنني حقاً لا أملكُ موعداً دقيقاً أعِدك به،
ثمّ إنّ رسالةَ القلوب لا تحتاجُ إلى كل هذا الهراء، فاطمئنّي يا حبيبتي .
أمّا بَعد....:
أتراني حقاً أَسرفتُ في التّفكيرِ حتى استقامَت تلافيفُ دِماغي صفاً واحداً؟! أم أنّني سأموت قبل أَن أُكمِل طُقوسَ دفنكِ في داخلي وكأنكِ تَتشَبثِين بالتعريجةِ الأخيرةِ من نبضي قبلَ استقامتِه ؟!
هُنالك الكثير من الأسئلةِ التي تتخبطُ في رأسي، تطرقُ نواقيَس غفوتي بمدقةِ الاستفهام المُفرط..
ماأدراني؟ الحياةُ عاهرة وإنّ الحربَ لَيست نزيفٌ خارجيٌ وأصوات قنابل!؟ ثم إنّ الفقدانَ لا يعني ما خَسرته جَرّاء هذا الصّراع!
فالقبحُ لا يكمِن بعددِ الأشلاء التي لفَظتُها الجِثث و ابتَلعتُها عُيوني..
أسألُُ نفسي في كلِ مرةٍ!!
في كل مرةٍ أعودُ فيها من خطِ الجَبهةِ سالماً، وأنا أتحسسُ يَدي دونَ أنْ ينقصُها إصبعاً واحداً، مع جسدي الذي أنقُذه قبل أن يأكلُ الرصاصُ شطراً منه...
كيفَ لِطابقي ذاكِرتي أن يَحتفِظا بهذا الكمِّ الهائلِ من الأحداثِ ؟؟ مثلَ تواقيعٍ توثقُ صِلتُهما بي، وأنا الغَريب الذي لا أذكرُ من الأمسِ سِوى أنّني استطعتُ النَجاة من فمِ الموتِ مرةً أُخرى قبل أن يُبلعمني..
أتراهُما كَانا يُدوناها على جُدرانهما القَديمة كما يفعلُ العاشِقون في شوارعِ دمشقَ ينثِرون الياسمينَ حروفٍ من الحبِ هُنا وهُناك ؟
أمْ أنّها كَانت جُرحاً قديماً ينزّ على عجلٍ فَازدرَمتُها دفعةً واحدةً خشية من الغرقِ والنسيانِ ؟!
ثمّةَ صوت يهمسُ مِراراً في أُذني، يَسألني قَتلكِ في داخلي قبل أن تَحتليني، مثلما أفعلُ دائماً مع العدوّ، فَقلبي أيضاً أَرضي،
أَرضي....
التي ما لاقت أرضاً تَحتويها غير أنكِ كُنت في رُدهةِ أعماقي مُتعلقَة بأوردتي التي تخفقُ حُباً لكِ وحدكِ،
ويستحيلُ عليّ.....
يستحيلُ عليَّ قتلُ هذا الوجهِ المَلائكيّ، قتلُ تلكََ العيون التي تحتضنُ مجرّاتَ الكواكبِ بين طبقاتها ،تلكََ العيون التي يَتهاوى منها ألفَ نجمٍ كُلما تحدثتِ،
والصّوت يزداد خفتاً
ماأكبركَ من غبيّ!!
ألا تُؤمنُ بالنّصيب؟!
تعتقدُ أنّ الوفاءَ رابطاً مازال موجوداً ؟!
إنّ الانتظار لا يليقُ بفتاةٍ مثل "ناديا" ، سائقُ القطار لن يدعها في المحطّة وحيدة يا عزيزي،
وأذكرُ أنّك مُلحدٌ بدينِ الأمل!!
ما الوحي الذي ألهمكَ بإيمان اللقاءِ بعد هذا الزمن؟!
وبينما اليأسُ يأكلُ الكسرةِ الأخيرةِ من رغيفِ الأملِ الجاف الذي مرّ عشرَ سنوات وأنا أقتصدُ به خوفاً من ليالي حَذّرتني منها جدتي...
ليالي أبيتُ فيها دونَ قطعة واحدة ،
قبل أن أتلوذ على نفسي كي ألاقيكي في منامي وأخبرك عني،
النوم لا يعرفُ سبيلاً إلى عيني، أتربع في كنفِ الهزيعِ صديقاً ينحبُ لي وأنحب له ، فهو الآخر أنهكهُ غياب النهار
"ناديا"....
إنّه الشهرُ الثاني الذي يمرُّ بدون زيارة منكِ، بدأت أسأمُ من خرافةِ ُعُذر الغائب
الصّوت يراودني ثانيةً، يملأُ شحمةَ أذني بهمساتٍ غبية قاتلة ...
يالكَ من غبي! ألم أحذّركَ من خيانةِ السلاح؟
حينما يكتسيك العجزُ والنّدم والشجن سوياً؟
حينما تستدعي الأجلَ ولا يلبّيك؟
يبدو وكأنَّ شيطانَ الشكِّ عقصني فعلاً
فتصرّفاتي لم تكن مجانبة للمعقول حتى غدوتُ أعتقد بصحة قوله
والشيب يملأ رأسي، يسلبُ مني ربيع أيامي!
مدوناً بهالاتهِ السوادءَ خرائطَ أسفلَ عينيَ على متنِ روحي الخائبة كي لا أتوه عن نفسي إذا ما أردت الاستدلال يوماً ما ...
وبالرغم من أنّ إكسير المعجزات لم يكن موجوداً في داخلي مرة لكنني أعترف بشبه قناعتي بوجوده..
فاليوم قد حُدِّدَ موعدُ تسريحي من الخدمة، وأنافي طريقي إليكِ، قلبي يسبق قدمي،
"ناديا"...
إنني أخشى الفراق بعد الفراق، أرجو أن تكوني قد استملت رسالتي، لن أتأخر يا حبيبتي
وداعاً للعالم وأهلاً بكِ.
ثمّةَ اعتراف آخر ...
إنّها الكلمات الأخيرة التي كان يودّ إخبارك بها قبل أن يكمل الموتُ مضغه جيداً في صراعهِ مع اللحظات الأخيرة من مغادرة الحياة ولقائها
ولأنّ المَنية كانت تخشى خشيته من الفراق ستدعه ينتظرك في الجنة ربما يكون لكم هناك لقاء!!
#صديقه الخائن الذي تمسك بإبرة القلم كي يُضَمدَ قلبكِ وتَرك جرحه دون خياطة
#عفاف حسين الخطيب.
الجمعة، 7 أغسطس 2020
(حديث مع أشباحي): بقلم عماد أبو أحمد . سوريا
الثلاثاء، 4 أغسطس 2020
قبضة روح : بقلم عفاف الخطيب . سوريا

الأحد، 26 يوليو 2020
( محاكمة ): بقلم ريان جربوعة . الجزائر
ريان جربوعة . الجزائر
( محاكمة ):
تم إعتقالي في ساحة أمام البشر
كبلوا يديّ بأصفاد برودتها
ساقوني إلى المحكمة ولا أزال أعانق السهر.
تحامى الدفاع بأني أروح ضحيةً للغدر
قلت:
نعم سيدي فهذه ليست صدفة إنما حيكت تحت عباءة القدر
هذا الزمن الذي تسيطر فيه أسياد الشر.
ألا تخافين؟
قلت: لا؛ لست من يختلق الأعذار
أنا من ولدت من رحم علمني معنى الإصرار
وتعلمت الصبر في بلد أنجبت الأحرار
فإن كان بعضها لصدق خائفين
فنحن البقية وللأمانة من الحافظين
قال:
أدهشتني شجاعة من درس علم القانون
حقا جريمة بأصابع الفنون
ياسيدي هل أصابتك حروف الجنون؟
قال: وهل في غيابك يبقى معنى لحرف النون؟
قلت: احذرك من الغوص في عمق البحار
لاتكن لهم عنوان الاختيار
أهذه بداية أم هي انتحار.
السبت، 25 يوليو 2020
انتظار: بقلم وفاء عبد الحفيظ . مصر
وفاء عبد الحفيظ . مصر
( انتظار ):
على خارطة الغياب
على أحرف الوله نثرت
قصائدي
حين أمسكتُ بنبضي الحزين
تأوهت حروفي بين تمتمات الروح
أنتظرك عند خيوط الفجر
حين يشق الصدى نبع الحب
بين طيات الوجدان رحت أفتش عنك
حين الأماسي القمرية حيث
سكون الكون
حين تعزف حروف العشق
أجمل الألحان
حين تتضافرخميلة أغصان الوله
أنتظرُك على أنين الشوق
حين رأيت ظلك أمامي
خلتُه الوهم الجاسم على صدري
وقتها أشعلت نار الغربة المحرقة
في فيض الحب
أضرمت نيران العشق
كالنار تأكل في الهشيم
أنتظرُك
أيها العالق بين الروح
أيها السابح في الأعماق
أيها الحبيب الغائب
الحاضر في حنايا القلب
انتظار القلب حين تتمزق
أوتار العشق بالغياب
حين تتوسدأنفاساُ عشقتها
حد الألم
على خاصرة اليقين تائهة
أضمد جراحي
أطبب جروحاً غائرة حد النزف
أعود ألملم شتات الروح
حين بعثرها غيابك
أنتظرُك على حافة الأمل
أراك يانبعي الوارف ارتواء
يامهجة القلب بلا رياء
يانوراً أضاء لي السماء
أنتظرك عند خيوط الفجر
الموشىّ بزهر الحب
حين تبعثرني تأملات تأتيني
نسمة رطبة حانية
تزيل ماتقاطر من دموع
تجري على وسادتي
حتى بللتها كأمطار هطلت
أنتظرُك على وتر القلب
يأتيني بك لتضخ الحب
في العروق
حينها يتحرر النبض ويعيد
للقلب الحياة
تنتعش دقاته بهطول زخات
العشق
هيا إلىّ أقبل إلى عرين الحب.
آخر ما نُشر في قطوف
كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر
″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...

















