الخميس، 5 نوفمبر 2020

الكبار لا يكذبون _ نسرين محمد





الكبار لا يكذبون
 

الكبار لا يكذبون..
هكذا تقول أمي ، أخبرك سر

البارحة 

رايتها تكفكف  دموعها ، كان الحزن بينا في سوادها

تساءلت ما الأمر 
سرعان ما ضحكت وقالت بسخرية : تذكرت نكتة كانت لا تغادر لسان والدك

السر
والدي الذي يجر جلدها كل مساء
في الصباح مع نهاية كوب الحليب يرمي عليها اليمين
يغادر..
يعود مساءًا يحمل معه الكثير من الحزن.
كأنه لم يحل ذلك الحبل الذي عقد في عنقها 
كانت تجيد صنع السعادة من ذلك الحزن
منقد وحبات البن ، تقليدها لصوت المذيع
لو أن الكبار لا يكذبون
لكان صوتها الآن أعظم من صوت البلابل
تمشط الوقت 
بقصص وحكايات عن أجدادها الذين لم تراهم
لها حكاية عظيمة 
كانت تعزي كل الجثث التي في رأسها وقت تقطيع البصل
تغني
وترقص
قالت لها جارتنا ذات يوم " تخافين من الضرة "
السائد عندهن التي تبكي من البصل تخاف أن يتزوج عليها بعلها
ضحكت ضحكة هزت أرجاء المنزل
تدرك الحقيقة
كما تدركها جارتها أيضاً 
الزواج الثاني    أمنية ومسألة   شخصية...

الكبار لا يكذبون لذلك كانت تضحك كلما غضبت
لكي لا تكذب
تغني عندما تحزن
لكي لا تكذب 

تغسل الغبار قبل أن أستيقظ 
لكي لا تكذب
كنت 
أدرك أنها تكذب ولكني أصدق أنها لا تكذب 
لأنها أمي
والأمهات ملائكة الأرض


نسرين محمد _السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...