الأحد، 19 يوليو 2020

سبات: بقلم عفاف حسين الخطيب . سوريا


                    عفاف حسين الخطيب  . سوريا 

سُبات:

أخذ صدأ اللامبالاة يتآكلني، لم تعد غريزتي بالبقاء تنشل صَبابة مهجتي في عناق أجلها،
غير أنني حاولت كثيراً لاستعادة نفسي التي استقرضها البؤس منذ ولادتي وكأنني أعيش وصب  القبر فوق التراب،
محاولاتي التي سحقها شظف السنين في التماس السبل لإقالتي من جمودي شكلت حائلاً بيني والحياة وقد تكدّست على ظهري، أكابد صقل الأيام بكل برود ،والزهد يملأني شيئا فشيئاً، يلتفني بشعور متخثر جملته العصبية متأذية لا تصلح لنقل رسالتي إذا ما أردت الصراخ تعبيراً عن ألمي ،لأجدني أقفر في عمق الخمول
والشجن يخددني،يجوّف قلبي بخنادق من الاستسلام التي جعلت بطيناته تزيد عن الأربعين لشدة ما حفرت معاركي الذاتية به من ثغرات ،لكنني ترجلت نحوه بحيلتي المبتورة وبصيرتي العمياء ،أتسكع على رمقي المتبقي من نزيف ديمومتي محاولة إسلام روحي كخطوة غير ثابتة من امتطاء الراحة.
إلا أن حدود المسافات القصيرة التي أقامتها الحياة في وجهي منعت شغفي من المرور كي يعانق السرمدية، مثل لاجئ يحمل أمتعته في ذاكرته التي تعاني من عوز الإحساس وضياع النسيان
وبكل قواي حاولت احتوائي لأجدني أنفذ من نفسي بوعي وبدونه.
كنت اقتباساً مبصوقاً  من فم الوجل وماعادت شهية  الفرح تتقبلني ،رمتني قرفاً على هوامش الوجود وكأنني هفوة الزمن ،التي سيدفع أغلا مايملك في إصلاحها مهما كلفه الأمر من المشقة ليكون سوءه كافياً في تعذيبي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...