الأحد، 19 يوليو 2020

بوصلة الحقيقة الكبرى: بقلم الدكتور سامي محمود ابراهيم . العراق


                الدكتور سامي محمود ابراهيم . العراق  



بوصلة الحقيقة الكبرى:


رقصة فرح العالم تغرد في الكون وفي لحظة وجودنا الهاربة منطق عشق يبدأ بالسؤال: لم صرنا والوجود؟ ..
وقبل جوابي الذي يحمل روح السؤال ذاته.
أضع إلى يميني وردة، وإلى يساري قلما، أضع مابينهما أشياء أحبها، وأتخيل تيمناً بما وعدنا به الرحمن، أنني صاعد إلى السماء، ثم أسأل نفسي: أي الوجودين أحب لي في هذه الرحلة؟
جسدي الذي كنت به موجوداً، أم روحي التي فاض بها الوجود..
ولا شك في أن جوابي سيكون: أنا.
أنا إن أردت أن أكون، أكون موجوداً
فالإنسان مكتوب فوق سراب على رمال الوجود وشاطىء الحياة.
هو مقامر كبير، يلعب على ورق المستحيل، يؤثر الوجود العابر على الوجود الباقي بغية إرضاء الأنا  الفارغة التي لم تسمع لحن الوجود ولم تفهم لغة العالم.
ألم يحن إثبات وجوهنا( وجودنا) في التراب الزائل؟.
فمنها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
ما أقصر الساعات في اليوم ، وما أقصر اليوم في الأسبوع ، وما أقصر الأسبوع في الشهر ، وما أقصر الشهر في السنة، وما أقصر السنة في العمر، وما أقصر العمر في سنوات الكون الضوئية.
لم يعش الإنسان حياة الذرة... الإلكترون، البرتون ، النيوترون الكوارك ودورات عشقها حول نفسها وحول بعضها.. طاعة بمنتهى الخضوع، سجود بمنتهى التسليم ، نواميس بمنتهى الدقة.
 أما العبد التراب الإنسان الطين فقد دار حول ذنوبه مرات فبلغت عنان السماء، مثل زبد البحر. اللهم اغفر جرأة إنسان الطين فعلى امتداد اليوم يسلم اعتقاداً ويؤمن شرعاً وخلقاً ، لكنه على حين غفلة من هذا اليوم القصير ينسى لفطرته المجبولة على الخطأ والنسيان، ويتقلب بين الكفر والإيمان بين الخير والشر. الله أكبر من شدة تقلب القلوب....   سبحانك ربنا يا من كتبت على نفسك الرحمة.. يا من رحمتك وسعت كل شيء.
كانت البداية كنزاً مخفياً ، ثم شاء رب العالمين أن يخلق من العدم الى الدخان الى الماء الى مليارات المجرات والنجوم والافلاك ..... من تراب الى صلصال الى خلية الى مخلوق يكتشف الكون ويبحث في اغوار السماء الدنيا الاولى فيعرف انه يقف عند حدود وسواحل محيط العطاء والخلق الرباني. كيف لطفل  « العقل البشري» ان يعبر كل هذا بمركب من الورق. ففي دنيا الغيب وعالم الامر لا تنفعنا قوانين العقل ومسلماته.. فللطيور عالمها وللاسماك عالمها وللعقول البشرية عالمها الخاص أيضا. فهي في هذه الدنيا لم تنشأ النشاة الاخرى حتى تهتدي بامر الله . الله اكبر من كل شيء....... لا تحيطه الظنون ولا يصفه الواصفون.
الله اكبر لا يدنوا القياس له
              ولا يجوز عليه كان او صارا
ففي النهاية:
للعقول حدود لا تجاوزها
      والعجز عن درك الادراك إدراك
فمن رحمة الله ان غيب عنا القدر.. رحمة الله تعالى هي النسيج الذي يحكم الكون، هي القانون الذي يسري على الوجود. هو سبحانه اكبر رحمة واكثر من الوالدة بولدها.
بكى جلال الدين الرومي عندما سمع قوله تعالى« يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه» بكى الرومي لرافة الله وحلمه بعباده. فالله تعالى يتوعد اثم الارتداد عن  الدين بارقى ما في الوجود من مشاعر الحب، فالقيمة الوحيدة التي تقف على نقيض الردة والشرك هي حب الله تعالى. واذا كان الحب يساوي العطاء فعطاء الله ليس له حدود اما عطاء الانسان وقدرته فمحدودة. ولذلك اوجب الله تعالى شكر النعم بدلا من العطاء ، ويجعله سببا في زيادة العطاء. ...سبحان المعطي
عباراتهم شتى وحسنك واحد
                       وكل الى ذاك الجمال يشير
في  النهاية سنحاسب بعدل الله  ورحمته . وللعدل رحمة تشفي صدر الكون المليء بالمظالم والاثام .. فالنتزكى
فاخلعوا الانفس عن اجسادها
                                  فترون الحق حقا بينا
 وهنا انتهى ديوان شعري الى ان رقصة فرح العالم تغرد في اذاننا جميعا، وبدون الرحمة والحب تتحجر القلوب ، خاصة بلاغة الكلام ارحم  من بلاغة الواقع ..... هذه هي العقيدة الربانية كتاب الله المسطور  يؤيد صفحات الكون المنظور.
اريج العقيدة من شذاها يعبق
                               وتكاد تنطق لو اطاع المنطق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...