سمية جمعة . سوريا
(هزيمة)
كانت تخاف أنصاف الحلول،تفتقر إلى الصبر في علاقتها معه،كان الانتظار سيد المواقف و كم كانت تكرهه،و لكن دون أن تدري، هي تنتظر عمراً من اللهفة ،كان هاجسها .سافر دون وداع،و أغلق الباب وراءه،و لكن بإغلاقه فتح باباً للشوق،للحزن،للشك.
راحت تعيد صياغة أيامها من جديد، شابة في مقتبل العمر، و عواطف جياشة.
ماذا ستفعل بكل هذا الاحتراق؟.
في الأيام الأولى لرحيله كان يتحفها كل يوم برسائل الشوق و الحنين،و مضى الوقت سريعاً و في ذاك المساء تلمست يدها و إذا بخطوط بارزة.
شهقت ،فاغرة فمها على اتساعه:
كيف مرّ العمر؟
داهمها الليل بسواده و إذا بجرس الهاتف يرن... آلو صوت متقطع قالت: ربما الشبكة ضعيفة،ألو لا صوت.داهمتها رغبة الصراخ ،و البكاء.نامت على أمل معاودة الاتصال و لكن خذلها الوقت.
استيقظت في الصباح و تصفحت في حاسوبها كان هناك طلب صداقة،راودتها فكرة الموافقة و لكن ترددت وتذكرت كلماته.خرجت تكمل أعمالها،نظرت في المرآة ،كانت و كأنها لأول مرة ترى نفسها، رجعت ثانية إلى حاسوبها ،ووافقت على طلب الصداقة،بدأ الحديث عادياً،و لكن يوماً بعد يوم بدأ يأخذ حيزاً كبيرا من تفكيرها.في البداية دعاها للخروج،وافقت و اتفقت على الموعد كانت الشمس تودع النهار ،و كل شيء ساكن،كانت متأنقة إلى حد الوجع،و مضت في الطريق تحدث نفسها،هناك بحثت عنه،كانت المفاجأة... شاباً في الخامسة عشرة من عمره.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق