الخميس، 24 أكتوبر 2019

( اللبؤة) قصة قصيرة بقلم آية ممدوح . مصر


                          آية ممدوح  . مصر 

قصة قصيرة:


(اللبؤة )

لمَ ينعتون قانوننا بغير العادل، بالقاصر؟
 لمَ لا يضعون الثقة فى قانوننا؟. نحن لا نظلم أحداً من عشيرتنا.
الأبرع في الصيد من بينهن رغم صغر السن والحجم أول من يهاجم وآخر من يأكل.
 لا تكلّ أن تذهب للمكان الأوفر غذاء وحدها، ثم تخبر فرقة الصيد بعد أن تكون هيأت كلّ شيء مع الحب و الحنان.
مع بزوغ الفجر استيقظت وأخذت تتجول بين الأشجار والخضرة، مع الوقت تنعكس أشعة الشمس الوليدة حديثاً على ماء النهر وفوق سطح عينيها الرائعتين.
 رأته مسترخياً فوق صخرة سوداء كبيرة، عينه نصف مغلقة، على جلده البقع السوداء، أصبح لونها أقلَّ دكونة من ضوء الشمس، يقرّب فمه من الماء، يشرب من النهر، وينفض الماء عن رأسه ويطيل ظهره ويعيده إلى حجمه مرة أخرى، ثم يستلقي مجدداً فوق الصخرة المندّاة بمائه.
يبدو جميلاً في نظرها، لا تعرف ما الذي يجذبها إليه.
 ما هذا الخروج عن المألوف الذي يحدث لها؟ رأته من قبلُ يقف وراءها هي وفرقتها بعد أن أوقعوا بخمسة من الحمير الوحشي.
 عمدت أن تترك ساقين في المكان دون أن تلاحظ أي واحدة من الفرقة.
 كيف من يواجه الفريسة أن يرغب في من يأكل فتاته؟
 كيف ترغب لبؤة أن ترى ضبعاً؟
ليلة من الليالي الغابرة سارت وحدها وظهر أمامها سبعة ضباع، هو ثامنهم، وكان عليها مواجهتهم وحدها دون معين من أبناء فصيلتها، أو من خارجها.
 تضمن الأمر الزئير والنداء والحركة السريعة والإخافة والصعود أعلى الشجرة ثم....
 جسم حديديّ صغير ذو بأس يخترق جثة الثامن، فتتفرق الضباع.
 يذهب الصياد إلى أسفل الشجرة ويضع ساقين لحمار وحشي. تنظر اللبؤة إلى أعلى، إلى القمر مكتمل الدائرة البيضاء بخطوط زرقاء.
يتمتم الصياد وهو عائد أدراجه
لستِ مخلوقاً ليلياً يا عزيزتي، لتتأملي في القمر، بل أنتِ الشمس تدور الكائنات من حولك.
قالت له من بعيد:
"و ما شأنك؟"
ردّ و هو يستدير خلفه، ينظر إليها:
"قانوننا يؤمن بالتعويض، الانتقام.
لا نعيش اللحظة و نتركها مثلكم".

أتم جملته و هو ينظر إلى سيقان الحمار الوحشي.
سألته غاضبة:
" و هذا حقق لكم السعادة؟"
نظر إلى الأرض فى استحياء، ثم مرت لحظات فشعر بيده تتحرك غريزياً لتطبق و تمسك أكثر على مسدسه.
نظرت إليه و قالت:
"لدي الحمار، و لست جائعة لا داعيَ  أن تخاف .... لا نأكل حتى نجوع و إن أكلنا لا نشبع"
فنظر إالى الأرض مرة أخرى في استحياء أشد
و عادت تحمل سيقان الحمار إلى الأسد الذى كان نائماً و استيقظ على رائحتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...