الجمعة، 25 أكتوبر 2019

( أنا غير عادي) بقلم: مصطفى حناني . المغرب


                       مصطفى حناني  . المغرب 


(أنا غير عادي)

كنت أمشي بلا كفين
ألوح للناس بحاجبيّ
وأصفق لمن سجل موقفاً ضدي بأذني
أبول من أنفي
و أتحسس مثانة عيني كلما
أوغلت في معانقة الكأس
أدركت أنني شبيه ديك بري
يبيض مرة واحدة كل عام
لكنني لا أملك عرفاً أحمر متدرجاَ
كمثل مدخل قصر سلطاني
مفروش ببساط أحمر ملكي
أنا الآن
أجلس القرفصاء على سقف الخم
أعد دجاجاتي
كما تعد سيدة عجوز أحلامها الشائخة
وتلتفت يمنة ويسرة كي لا يضبطها أحد.

أحيانا يدركني النوم والصياح معاً
فأهب لمضاجعة صغرى دجاجاتي
وأستلقي على صخرة الصلصال
مزهواً كشيخ قبيلة محاط بالجواري
والكلاب تحرس جهاتها الثمانية من أعين الغزاة
أي وضع مريح هذا يا ديك الخم ؟

أنا نورس ضلّ طريقه إلى الماء
فتاه في الصحراء يشرب قيض النخيل
ما يزال صوت رذاذ الموج تحت أجنحته
وقضمة جماخ فرخة صغيرة يئن تحت المنقار
وصفير البواخر المحملة بالمنجنيقات
يفزع الريش القليل في صدره المنتوف.

* كوستو العملاق لم يكن هناك
كان يراقص السلطعونات في آكواريوم عينيه
و حتى 
* جاك داوسون وحبيبته روز ديويت
كانا نائمين على تخت حقيقة الرواية.

جبل الجليد الذي قيل ارتطمت فيه سفينة تايتانك
كان يلهو في أعماقي
 هو الآخر كان غائباً
لذلك نسي دوره الجوهري في الحكاية
فمن فجّر السفينة وأغرقها
يا ليو ناردو دي كابريو ؟
ستقول:
 إن لم يكن جبل الجليد
فحتما هم أعداء الربح السريع

لعلمك أقول :
لم يكن وقتها تشي غيفارا مولوداً
كان فيديل يهيء لمقدم الكوماندانتي الأحمر
سيجاراً بنكهة تمرد الرصاص
سيجار تمتد لفافته من كوبا و حتى أنغولا
لكن الرفاق يا بوليفار
ظهورهم كالصخور عرتها الريح
وبصقت على وجهها جحافل الماء
وهم يحملون في قلوبهم
شفاه رفيقاتهم من دون أحمر شفاه
كانت الصور بالأبيض والأسود
وكان اللون في الصدر درعاً واقياً من الموت
وفي الأمعاء خبز يابس يهرمش الجوع
فمن سرق القمح من المطامير
ودسّ فيها الأجهزة التناسلية الميتة للمتواطئين ؟

أيتها المدارس
لماذا تكسرين مقاعدك عند نهاية كل عام ؟
وتضيقين صدور جدران الحجرات
لكي لا تسع أنفاس الصغار العراة
ثم من سرق من ؟
الطبشور أم السبورة أم منهجية التضبيع ؟
تتساءل المحبرة الناشفة، وفي قلبها آثار دموع ريشة.

____________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...