الجمعة، 23 أغسطس 2019

هذا النص ليس لي _ هيثم الأمين


هيثم الأمين



هذا النصّ ليس لي.
وجدته ينام عاريا على قارعة الأبجدية
فأصابني الصّقيع!
هل أخبرتُك أنّي قد رحلتُ اليوم؟!!
نعم، لا تتعجّبي، لقد فعلتْ
دسستُني كاملا داخل حقيبة سفر بحجم كفّ امرأة قصيرة الأصابع
ثمّ، خلسة، تركتُني تحت مقعد في قطار نسي وجهته... و هربت.
هذا النصّ ليس لي
كان يبحث عن سلالة ينتسب إليها حين مررت
و أنا، بدوري، كنت أبحثُ عن حانة/ امراة أنتسب إليها
فادّعيتُ أمامه أنّي شاعر
و نسبته لي.
لم ينتبه حارس المحطّة لي
و حقيبة السفر الصغيرة لا أحد فتحها
تسألين: كيف عرفت؟!!
لو فتحوها لكانوا وجدوني داخلها
و لكانت الشرطة استدعتني للمخفر لأتسلّمني.
هذا النصّ ليس لي
كان هاربا من شاعر مغمور حين ارتطم بي
و أنا... كنتُ هاربا منّي و من حارس المحطّة و من مقعد القطار الذي فطن للحقيبة الصغيرة تحته.
و لكن أخبريني
هل تجوع امرأة لرجل واحد كما يجوع رجل لامرأة واحدة؟!
هههههههه
دائما تنامين حين لا بعجبك سؤالي!
و لكن هل وصلتك رسالتي الأخيرة؟
هذا النصّ ليس لي
كان حزينا جدا و هو يغادر الحانة
و كنت حزينا جدا و أنا أدخل الحانة
لهذا دسسته لك في رسالتي الأخيرة
و وعدته بأمّ رائعة ستعتني به...
لحظة، من فضلك
هناك طرق على بابي
...
...
...
نعم، لقد عدت
لا عليك، لا شيء مهما
فقط
هو القطار الذي نسي وجهته
قد أعادني لي!
و لكن
هل ابتسم ذاك النصّ الذي ليس لي
 حين نام بين أصابعك الطويلة؟!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...