الخميس، 9 يوليو 2020

العلاقة بين النبوّة والشعر: بقلم محمد قاسم العاني . سوريا


                       محمد قاسم العاني  . سوريا 


العلاقة بين النبوّة والشعر:

     يروى عن يحيى عليه السلام أنه قال: لا كرامةَ لنبيٍّ في قومه .
    وفي روايةٍ أخرى من أنجيل يوحنا : لاكرامةَ لنبيٍّ في وطنه.
رغم أنّي استنكر وجود لفظة وطن في كتاب عمره مئات السنين .
المهم:

*مادام العقل يرجَحُ في اتخاذ القرارات الصائبة فلابدّ من النظر مرة أخرى حول هذه المقولة .
كثير من الشعراء المقربين يتحدثون عن نفور أهليهم وأصدقائهم من شعرهم ، وعادةً مايكون شغفهم لشعر (الغريب)؛ فنرى الجمهور السوري يطرب للشاعر المصري
ونرى الجمهور الفلسطيني يصفق للشعراء العراقيين
وعلى هذا اتفق الجميع...." مزمار الحي لايطرب".

*ولو عدنا لسيرة محمد عليه الصلاة السلام لرأينا الحادثة ذاتها .
أهل المدينة ثم الأعراب صدّقوه وآمنوا به قبل أهله وأصحابه وأقربائه في مكة .

*كثيرٌ هم الشعراء الذين يشتكون من هذا الأمر "المنطقي" وبرأيي لو حصل العكس ، لما تمّت الرسائل السماويّة .
السبب ببساطة هو رفض فكرة التطور التدريجي لدى النبي أو الشاعر ، بالمقابل الأطراف الأخرى عندما وصلتهم الرسالة كانت شبه متكاملة ، فصفّقوا بصوتٍ عالٍ .(غالباً الأمور الخارقة غير منطقيّة).
فما الحل؟
أن يعود لقومه ومعه جيوش من المحبين .

الأحد، 5 يوليو 2020

قصة قصيرة: ( تمزق الأربطة ): بقلم وفاء عبد الحفيظ . مصر


                       وفاء عبد الحفيظ  . مصر


قصة قصيرة:

( تمزق الأربطة ):

      راعتني صورتُه أثناء تلفتي بحثاً عن نادي القصة في شارع "القصر العيني".
      رجل عجوز رث الثياب في شارع جانبي، يؤدي إلى "جاردن سيتي".
هالتني نظراته الحزينة البائسة، فاتجهت إليه، سألته: ماذا تريد؟ أجابني متلعثماً : كنتُ ذاهباً إلى ابنتي لكنني ضللتُ الطريق! وكلّما سألت أحدهم ينظر إليّ فلا يجيبني، عجبت لذلك!.
 رق قلبي إليه أكملتُ حديثي : ألم تعرف علامة تدلك عليه، قد تلفت انتباهك حتى تهتدي إليه؟ فقال وهو يسعل: نعم تذكرتُ ، يلهث ثم يصمت، بادرني بصوت متحشرج " سوبر ماركت"على ناصية الشارع " فندق كبير" يبعد مسافة، اعتدتُ أن أمر عليه ابتاع منه بعض الحلوى لأحفادي،
 سرنا معا حتى لمحت الفندق الكبير، كنّا بمحاذاته دلفت معه ، رأيتُ مدخلاً خلفي يجلس أمامه بعض ضباط الأمن، بسؤالهم عن "السوبر ماركت" أرشدوني أن أتجه إلى الأمام ثم إلى اليسار فأراه، وصلت إليه وبصحبتي الرجل ممسكة بيده، وما إن بادرته بالسلام نظر إليه" البقال"أهلا يا حاج "محمد" فوجدته تركني ووقف أمام بناية رقم(٩) شاهدتُ أمامها امرأة في الثلاثين من عمرها ، أخذ يحملق فيها طويلاً ثم  قال:   أنا منذ قليل رأيتك تقفين وسألتك لم تجيبني وأشحتِ بوجهك!نظرت إليه وبدأ الخجل يعتريها  و قالت: أهلا يا بابا.

تحية لك أيها القلم: بقلم وفاء عبد الحفيظ . مصر


                       وفاء عبد الحفيظ  . مصر 

تحية لك أيها القلم:


حين أقبل على قلمي
يتهلل نبضي تحية
تعلوه ابتسامةتهنئة
أتحلل من صومعة مهترئة
أتوارى خلف صرخة قلب
أصول و أجول في كل درب
أتنهد من تراكم الأنين.

****************

حين يتملكني الحنين
في تمتمات الروح ركن دفين
تغزوه نفحات  من الرياحين
تعطر سمائي بالياسمين
أهرع خلف نبضي الحزين
وأتساءل هل الحب سجين؟

*****************

وأنا حائرة في كل حين
أفتش في دروب المستحيل
عن الزمن الجميل
لعودة روعة كل أصيل
حين غاب عن الورى
وحل محله كل دخيل
بينما تواتيني احجياتي
اتمثل روعة الماضي التليد
حين يبدئ ويعيد
أراه في الفارس صلاح الدين
وبين جنود الحق في حطين
اتقلد لواء العدل الفاروق عمر
حين يدق رأس إبليس
وتحرر فلسطين ويعم العدل.

******************

أيها القلم لم تألُ جهداً
نصرتني في مواطن كثيرة
حين أشهرت الحق ونبذت الباطل
تحياتي إليك أيها القلم الرابض
فوق صدر محبرتي .

الجمعة، 26 يونيو 2020

رياح الغفلة: بقلم إيمان عبد السلام . الجزائر

     
                      إيمان عبد السلام  . الجزائر 


رياح الغفلة:


سقطت منا اللحظات المونقة،
و تطايرت  على أيدي الهواتف و الإلكترونيات الذكية.

غادرنا  الزمن الجميل بعيداً
لكنه مازال فترة تعانق بعض سحائب الذكريات.
 
 اختنق الدهر  بنفاق و أكاذيبَ توالدت من مخاض قبعات الأماكن العقيمة.

 كانت بدايات جميلة تخفي وراءها أعاصير من  الغدر الطاعن

ليتنا أنجبنا  في نهاية المخاض فطنة بيضاء تموء لنا لحناً من صفاء.
مات الصفاء
وتآكلت خواطرنا في سفرها الذي
 هرول دون أن يهمس الوداع
في أذن النوايا الصادقة.

قراءة في القصة القصيرة جداً ( وليمة ) بقلم د. المصطفى الصغوسي . المغرب


                    د. المصطفى الصغوسي . المغرب


                         أسامة محمد علي  . مصر



قراءة في القصة القصيرة جداً ( وليمة )
 للقاصّ المصري: أسامة محمد علي.


كَانَت مَحَطّ أنْظَار الجَمِيع، تَسَابقُوا مِن أجْلِهَا، تِلك الحَفاوَة الّتِي حَظِيَت بِهَا الحَمَامَة في الفَضَاء، كَانَت سَبباً لِعَدَم عَودتَها إِلى عُشّها مَرَة أُخْرى."

****************

عنوان القراءة:  ( وليمة )، أو ( الحلم المر ):

    ميزة أدب القصة القصيرة جدا تمكن في إمكاناتها غير المحدودة في خلق التميز والتباين، إلى درجة، أنه على الرغم من تواتر العديد من نصوص هذا الجنس، وسرعة تراكمه، يصعب علينا أن نجد نصا يشبه الآخر من حيث الأثر المرافق والفوري الذي يخلق في ذهن متلقيه. فتارة يتسيد مكون العنوان، وأخرى السرد نفسه أو اللغة، أو الرمز ودلالته، أو المكان وإيحاءاته.. وكيمياء توظيف هذه العناصر ومزجها وصهرها لخدمة مقصدية النص والكاتب، هي مناط هذا الجنس وصلب عملية تواصله مع متلقيه وخلخلة أفق انتظاره.  وميزة النص موضوع هذه القراءة الرئيس، دون إغفال الإشارة إلى أن الحديث عن مفهوم الميزة أو الخاصية المميزة، لا يغفل كون نجاح النص هو نتيجة تظافر كل العناصر والمكونات في سبيل خدمة الهدف العام، ميزة نص وليمة الرئيس، تكمن في اعتمادها مبدأ النقض والهدم: بناء معنى وتأسيسه في ذهن المتلقي، ثم نقضه بمعنى آخر مختلف. يحيل العنوان بوصفه مؤسسا أولا للمعنى، على الفرح والاحتفال، على التقاسم والبذل، على قيم الجماعة والتجرد من الأنانية. وهو المعنى الذي يعمل المقطع الأول على ترصيده من خلال وضعنا في جو عرس ننتظر تجلي العروس الجميلة، حيث هي محط الأنظار وحيث الكل يتسابق لخدمتها بحفاوة واهتمام.        العروس حمامة تشع سلما وتطير سعادة في ثوب عرسها الذي نفترض أنه أبيض ناصع، والأبيض كما هو لون العرس هو أيضا لون الكفن، وهنا نلج المعنى الثاني الهادم هدما جميلا، حين تصبح الحفاوة تربصا، والتسابق ترصدا واستهدافا، وليصبح العرس مأتما، والسعادة حزنا: عدم العودة إلى العش.. إنه إمتاع النقلة بين النقيضين. على مستوى التأويل: قد تبدو القصة التقاط للعادي المتكرر: حفلة قنص يتنافس فيها الرفاق على الصيد ليمطروا بالرصاص المميت حمامة لن تعود أبدا لعشها.
     لكن القصة القصيرة جدا، ذاك الجنس المخاتل، عودتنا في نصوصها الكبرى، ألا ننخدع بالسطح ونتوقف عنده، لأن التوقف عنده رجوع يخف حنين من سوق عامرة بالمعنى والنفاق الأدبي الجميل، الذي يجعل النص حمال أوجه وأقنعة. هكذا تصبح الحمامة زوجة جميلة ويصبح العش بيتا، ويصبح المتسابقون مغررين يتقنون فحيح الغواية التي تجعل الزوجة الجميلة تحلق في فضاء الحلم المر، ولتصبح هي/ الأنثى التي كانت رمز الغواية، أول من يقضم من التفاحة المحرمة وأكثر من يكتوي بخطيئتها إدانة وتعاسة، وسيكون الجزاء التيه عن دفء العش وفردوس سكينته. أليست هذه صورة ثقافتنا لمآل كل من ركبت أجنحة من شمع وتبعت مساقط الأضواء الزائفة ومراكب الغواية؟! تحياتي للمبدع أسامة محمد علي على هذا النص الجميل.


في مهبّ القدر: بقلم سلوى إسماعيل . سوريا



                        سلوى إسماعيل  . سوريا 


في مهبّ القدر:


كلّ هذا الجفاء
 هل كان مقصوداً؟
المسافة الطاعنة بالسن
الغياب الملثم بالألغاز
شتاؤك البارد على شرفات القصيدة
قلبي ووجع الليل 
وأنت تحرق حقول القصب
لتغتال نايات قلبي المثخن بك
ولأن دمي أزرق
صيرني شراعاً في بحر قصيدة
لايأبه لريح عنادك
هل نفد طين الله حين خلقك؟
حتى غدوت حجراً
لاينفذ إليه مائي 
رطوبة أشجاري 
قطرات ندى صباحاتي 
المترامية على طول حقول جسدك
قل لي: 
كيف تنجو أناملك 
من كل هذا الشوك الذي تنثره؟
حتى سال دم طفلٍ يحبو في قلبي
مازال ينتظر سكاكر العيد من يدك.

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

( أرواح سجينة ) بقلم وفاء عبد الحفيظ . مصر


                        وفاء عبد الحفيظ  . مصر

( أرواح سجينة )


حين تكون الأرواح سجينة
في أغوار سحيقة،
تتلمس شعاع الأمل حزينة.

على أعالي الجبال باتت رهينة
حين توارت خلف الشقوق
  أسيرة  عن سر الوجود 
تداوي كل نفس عليلة
ترتق أثواباً عتيقة.

حين تكون الروابي شريدة
حين تخشى المراعي الرحيبة
تتفتق أحجية الحياة السليبة
تمزق شرنقتها العنيدة
تحاور من جردها ثوب عزها
تحطم قيود الفولاذ العتيدة
تعتلي صحوة الضمائر الغافية.

على خاصرة الأمل نهضتْ
بين ستائر الظلمة صاحتْ
إلى كل نفس صامتة
آن آوان الكلمة الخلاص
هي دستور ونماويس الورى.

حين حلقت أرواح بريئة
تلفظ نغمة شريدة
ترد لها الروح سعيدة
تمتثل لناموس الخلائق عقيدة

هو الحق بين البشر
كما أودعها الله كلمته
ودب فيها روحاً كريمة
أيتها الأماني البعيدة
الآن صارت بين يدي قريبة

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...