الاثنين، 22 يوليو 2019

( كونِيْ معَ الليلِ ) بقلم الشاعر عدنان النجار . سوريا


                           عدنان النجار  . سوريا 


( كونِيْ معَ الليلِ )

أصاحبُ الليلَ..
لا أمشِي ولا أقفُ
فليسَ في جعبة الترحَالِ منتصفُ

لا زائرٌ من مهبِ الخوفِ
يأخذني
ولن يُسِرَّ لي النُّساكُ ما عرَفوا

ولا يسوعَ
بهذي الأرضِ ينقذُها
فكيفَ جبريلُ يرضِيهم إذا اختَلفوا !

مذ غادرَ الغيمُ
بعضُ المعجزاتِ هوَت
فكنتِ معجزتِي في الشوقِ..
أعترفُ..

وكنتِ آلهةً للشعرِ
تكفرُ بي حدَّ الجنون
فلا وصفٌ لما أصِفُ

حتَّى انتقلتُ إلى حُمقي،
ويعجبني أنِّي انتقلتُ
إلى ما كنتُ أقترفُ

يجتاحني العشق
تبدو في ملامحهِ
بعض الكهولةِ
و اللوحاتُ
و التحفُ

في الأربعينَ
أُعيدُ الحبَّ ثانيةً
بقلبِ طفلٍ وللأشياءِ أكتشفُ

أغارُ من قرطكِ المختالِ..
يقتلُني لو مسَّ خدَّك
كي يبدوْ به الترفُ

وأقطعُ الوقتَ
والأقداحُ مترَعةٌ
أُقامرُ الليلَ أو يهفو بيَ الشغفُ

أستنشقُ
الوهمَ في لَهوي فيقنُعني
أنِّي البريءُ.. وكم تلهو بيَ الصُّدف !

كونِي مع الليلِ
كي يخفيْكِ آخرُه
أو زهرةً نضجَت في الليل تُقتطَفُ

كوني كما الخوفُ....
بعضُ الدفءِ يرعبني
فإنْ رُميتُ بلبِّ النارِ أرتجفُ

ولتعلمي
أنني ماضٍ أَحاطَ بهِ
ما أحضرَ الغيبُ والأقدارُ والسلفُ

فلا اختلالُ قوافي الشعرِ
يحرجُني
ولا انحرافِي إذا الأوزانُ تنحرِفُ

زفي كإيزيس فوق الشرقِ أنجمَه
وكذِّبي ما روَى الكهَّان...
لو حلفُوا

واستودعِيني
بقاياكِ التي اخترقَت
قلبي العجوزَ .. الذي للحزنِ يحترِفُ

يا أنتِ يا لغة الأشياء..
يأخذني
مسٌّ إليك
إذا أدعوه ينصرفُ

رغم البراءةِ
كم تبدينَ ماكرةً
وكم قرأتُ على عينيكِ ما ذرفُوا !

وكم تَلوتكِ آياتٍ مرتَّلةً
وكم ضممتُكِ علّي فيكِ أعتَكفُ

إني كأيلولَ
أوراقي معتقةٌ
وخمرتي ذرفت ما كنتُ أرتشفُ

فغادِريني
إذا ما اللؤمُ أنَّبني
فمن تودَّدَ للطوفانِ ينجرِفُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...