الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

أنتظرك _ إسراء سعد

أنتظرك 

إسراء سعد /مصر




 أجدل شعري جدائل كثيرة، 

أحلها جميعها ثانيةً.. 

و أنتظرك.


أفرط عدة ثمرات رمان

حبة.. حبة. 

ثم ألقي بها في القمامة 

أنا لا أحب الرمان..

و أنتظرك.


أصنع لك كنزة صوفيه 

بلون عينيك.. 

أتخيلك، ستبدو وسيماً

أحلها ثانيةً،

أضع كرات الصوف مكانها.. 

و أنتظرك. 


أخلع التقويم اليومي الذي بداخلي.. 

أُبعثر الأيام.. 

أُعيد ترتيبها في شرودٍ..

و أنتظرك. 


أسمع صوت خطواتك على الدرج.. 

أبتسم في لهفةٍ ثم تنحسر ابتسامتي. 

أفكر أنني سأريك آخر إنجازاتي، 

لقد حللت الحب الذي بيننا 

ولا أعرف كيف أعيده.. 

يأتي صوتك من بعيدٍ كأنه ضباب:

فيما أنتِ شاردةً؟


أستمر بالنظر إلى الطريق الطويل متمتمةً:

أنا

لم 

أعد

أنتظرك.




لا زلت أرقبها _ إدريس سراج

 لا زلت أرقبها

إدريس سراج. المغرب




شمس غرب سمائي

أميرة عذراء

ترجف

كلما لامسها غيمي

في دلال.


تتهادى

شرق صدري

تقصد قصرها.


السماء بحر

البحر سماء

و شمسي تشع 

في ثغرها.


تغيب كلَّ سفر حلم

هي أميرةٌ تلهو

في عينيّ.

همسها منتهاي

عاشقة معشوقة

مقبلة مدبرة

فرس يافعة

نورٌ و نار

ماء في سماء

سماء في ماء،

و أنا نار بينهما.


شامخة أميرتي

تلج قصرَها 

لتنام في صوري.


لا زلت أرقبها

حتى أغيب.




الاثنين، 19 أكتوبر 2020

المقصورة _ بقلم: فاتن فاروق عبد المنعم


المقصورة _ فاتن فاروق عبد المنعم _ مصر

 

تلك العيون الرانية، تتصدر رؤوس تلتوي تجاهنا حيث نكون، متطلعة إلى ألق، منذ أن كان يتقدم على مهل، ألقاه الله علينا من لدن حكيم خبير، نحمل الرسالة نجوب بها الأرجاء مبشرين ومنذرين، نتكيء عليها كما كل حاملي مشعل الهداية، فكانت لنا صولات وجولات أقضت مضجعهم، هم الذين كانوا يهدون الناس سبل رشادهم ولا يريهم إلا مايروا، فهبوا على قلب رجل واحد لينقضوا علينا فكنا لهم بالمرصاد ووقعنا باسمنا في صفحة الأمجاد، لفحت شموسنا وجوههم، وأحرقتهم فردوا مدحورين.

وفي غفلة منا تسللوا ينبشون القبور ويقلبون أرضنا الزاخرة، ليضعوا أيديهم على موطن قوتنا، بعد أن رأوا طريقتنا المثلى في التدوين، بأن نلقي فسطاطنا حيث حطت أقدامنا بهدي متن إلهي، كأننا نمتطي الريح لنصبح في الصف الأول، فبهرنا العدول الذين أشادوا بفعلنا، وأوغرنا صدور الحاقدين لتضطرم النار فيها، فعزموا على وجوب حلولهم بيننا.

وفي غفلة أشد وأنكى، بعد أن ميلنا إلى الدعة والاسترخاء وخالفنا هدي الأول تكدرت سمواتنا ورانت الظلمات على قلوبنا فأسملت عيوننا وضللنا فإذا استفقنا وحاولنا رد الصائل ألفينا أنفسنا في مرج التيه.

نبحث عن باب الخروج، والمزلاج بأيديهم، أرهقهم التدافع، تركوا المزلاج ليفتح الباب على مصراعيه، ليقودنا من صنعوهم على أعينهم، أبواقهم بيننا، اطمئنوا لكونهم سيبثوننا كل ما أرادوا، رسلهم بيننا، فعلوا بنا ما لا يخطر لهم ببال، تلك المسوخ، في ظاهرهم منا وماهم منا.

بنورة شفيفة، مكعبة تبين ما بداخلها في واجهة المتحف بالخارج فوق قاعدة حجرية كبيرة عالية ليراها الكل في غدوهم ورواحهم، لتأصيل محتواها في داخلنا، صنعوا الشخوص الممثلة داخلها على أعينهم، عنوا بتكوينهم كما أرادوا، كأنهم ارتسموا سمت كل منهم بالشكل الذي يرضيهم.

كأنها متحف مفتوح، متاح للكل، هؤلاء الذين رحلوا بأجسادهم فقط بينما هم مليء السمع والبصر، سيرتهم تحفل بها مختلف الشاشات والإذاعات والكتب المدرسية، والقائمين على هذه الوسائط مذعنون، ليحفرونهم داخل البراعم والطلائع، فيمتزجوا بمكونهم فلا ينفصلون عنهم أبدا، صانعهم يراقب المشهد ويصيخ السمع خشية الانفلات من قبضته.

ونحن دائما مفتنون بصنعة الآخر، لأنها الأجود، حتى البشر، كل منتجهم مرغوب فيه، النساء تتوق للبشرة البيضاء والعيون الملونة والشعر الأشقر، فتلفظن ألوانهن الطبيعية وتلجأن لما يحقق لهن مبتغاهن.

الصانع يرانا كما أراد فيطمئن داخله، كلما لاح له من بعيد ما يشير إلى انفلاتنا أسرع لتدارك الأمر.

ثبات الأحوال يشي بالاستقرار المأمول لهم، مازال الكيانات التي صنعها في بلادنا ترقد بين الثريا زيفا وعنوة، أطلق عليها كنيات نرددها ونرتضيها.

عكس السائد يصرحون بالحق والحقيقة، فيراهم الصانع العبد الآبق، والآبق لابد من عقابه، فيقبر حيا وميتا ولكن هيهات هيهات، يأبى الله إلا أن يتم نوره.

هيئة الأرصاد تعلن عن حرارة الجو الخمسينية في الظل وتحذر من الخروج وقت الظهيرة أو التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة.

البنورة المغلقة تحيط بها الشمس من كل الجهات والشمس بمكونها الهائل فضاحة، البنورة تحبس الحرارة ولا تسربها، تماثيل الشمع تبدأ في الانصهار التدريجي حتى تسوى بالأرض، بألوان كثر متداخلة، خمس وستون فقط هي درجة حرارة انصهار الشمع، صنعة الآخر رديئة، هذه أول مرة يدرك فيها العامة والدهماء أن صنعة الآخر رديئة يمرون من أمام المقصورة مذهولين، جحظت عيونهم وفغروا أفواههم غير مصدقين.

قام العمال بحمل أقراص الشمع مختلطة الألوان والتي تجمدت ليضعوها في سلال القمامة ثم هرعوا إلى تماثيل أخرى بالداخل بين الجدران والأبواب المعتمة، لا يراهم أحد ولا يعرفهم العامة والدهماء، مصنعون من معادن مختلفة، متدرجون في الجودة والقيمة، يتراوحون بين النحاس والبرونز والذهب والفضة وقليل من الماس، يعلوهم التراب لتغيبهم القسري.

قاموا بمسح الأتربة فتجلى بريقهم للعيون، هذه الكيانات صنعت على عين أجدادنا الذين خرجوا من أرضنا الخصيبة، الرحم الأول.

الصانع ممتعض، صرحه ممرد يشف عن ما بداخله، لم يكن بحاجة لأكثر من خمس وستين درجة ليتهاوى، الشمس هي أصل الحياة على الأرض، والأصيل لا يتبنى الأكاذيب.

الاثنين، 12 أكتوبر 2020

صرخة ) بقلم عمار بحلاق . سوريا

( الصرخة): بعد أن ادركت أنها علي وشك مغادرة البر وأن المركب لاح من خلف الضباب يقوده أشخاص من نور أمسكت دفتر مذكراتها وهرعت إلى أجمة الياسمين وانكبت على الأرض تحفر بكلتا يديها في التراب لتدفن ذكرياتها بين الجذور . اقتربوا بكل هيبة منها؛ وأمسكها اثنان نوريان من إبطيها وقاداها باتجاه الشراع الأبيض. لم تلتفت بينما كان المركب يشق طريقه عبر الضباب. ومنذ ذلك اليوم يسمع الناس كلما هبت الرياح صراخ أنثى بين أغصان الياسمين.

السبت، 5 سبتمبر 2020

وطن_ عمار بحلاق


 وطن. عمار بحلاق. سوريا

 رتّب أدواتِه وألوانَه بعنايةٍ فائقةٍ؛  ونصب حاملة اللّوحة أمامه.

الجرف الصخري يطلّ على وادٍ أخضرَ يلاحق فيه الأطفال فراشاتِ الربيع بين أزهار السوسن والأقحوان بينما تمتدّ زهور الشقّار الأحمرَ على خطّ الأفق الناعس.

استنشق ملء رئتيه؛ وهمّ يرسم عينيها.




الجمعة، 4 سبتمبر 2020

الوجه الماطر _ سلوى إسماعيل





      الوجه الماطر

سلوى إسماعيل _ سوريا

..........

غريبان 

في الخيال

نتشارك ظل وردة

قبل أن تغفو 

لنتحرر من قفص المسافة


على مائدة الليل 

نتقاسم كسرة شوق

نؤلف مقطوعة موسيقية

بحجم اللهفة

نراقص أكواب الغياب

نحيط خصر الصدفة 

بغصن أخضر


الوجه الماطر

غادر غابة الصفصاف

وشهوة الجدول

وحدها الرّيح 

تثير رعشة الساق

لتتساقط نوايا الشجرة

ورقة ورقة


أنا ذاك الحلم الخفي

في ثنايا العقل

القلب 

 كنسمة شقية

أتسرب عبر مسامك

لحناً ثملاً

ينزع قميص ليلك

زراً زرا

ينثر قمحك 

يعجنه بلعاب اللحظة

حتى تنضج

رغيفاً شهيّاً

يمضغه الليل حتى مطلع الفجر




السبت، 29 أغسطس 2020

وصية حب وحرب_ عفاف حسين الخطيب



عفاف حسين الخطيب

وصية حب وحرب

 


"ناديا"... يابنة الياسمينِ ذات الصّوت العندليبيّ..

 


من المُؤكّد  ستَسألينني لِماذا لَم أضع تاريخاً أو عنوان ؟! فَأجيبكِ واليأسُ من وصولِ هذه الرسالة يُقيد أُمنيتي بحبالٍ من الخيبة،

 وإنْ كُنت لا أتجاوزُ القواعدَ بِهذا؛ فمن الأفضلِ أن تَبقى على حالها  لأنني حقاً لا أملكُ موعداً دقيقاً أعِدك به،

ثمّ إنّ رسالةَ القلوب لا تحتاجُ إلى كل هذا الهراء، فاطمئنّي يا حبيبتي .


أمّا بَعد....:

أتراني حقاً أَسرفتُ في التّفكيرِ حتى استقامَت تلافيفُ دِماغي صفاً واحداً؟! أم أنّني سأموت قبل أَن أُكمِل طُقوسَ دفنكِ في داخلي وكأنكِ تَتشَبثِين بالتعريجةِ الأخيرةِ من نبضي قبلَ استقامتِه ؟!

 هُنالك الكثير من الأسئلةِ التي تتخبطُ في رأسي، تطرقُ نواقيَس غفوتي بمدقةِ الاستفهام المُفرط.. 


ماأدراني؟ الحياةُ عاهرة وإنّ الحربَ لَيست نزيفٌ خارجيٌ وأصوات قنابل!؟ ثم إنّ الفقدانَ لا يعني ما خَسرته جَرّاء هذا الصّراع!

فالقبحُ لا يكمِن بعددِ الأشلاء التي لفَظتُها الجِثث و ابتَلعتُها عُيوني..


أسألُُ نفسي في كلِ مرةٍ!! 

 في كل مرةٍ أعودُ فيها من خطِ الجَبهةِ سالماً، وأنا أتحسسُ  يَدي دونَ أنْ ينقصُها إصبعاً واحداً،  مع جسدي الذي أنقُذه قبل أن يأكلُ الرصاصُ شطراً منه...

كيفَ لِطابقي ذاكِرتي أن يَحتفِظا بهذا الكمِّ الهائلِ من الأحداثِ ؟؟ مثلَ تواقيعٍ توثقُ صِلتُهما بي، وأنا الغَريب الذي لا أذكرُ من الأمسِ سِوى أنّني استطعتُ النَجاة من فمِ الموتِ مرةً أُخرى قبل أن يُبلعمني.. 

 أتراهُما كَانا يُدوناها على جُدرانهما القَديمة كما يفعلُ العاشِقون في شوارعِ دمشقَ ينثِرون الياسمينَ حروفٍ من الحبِ هُنا وهُناك ؟

 أمْ أنّها كَانت جُرحاً قديماً ينزّ على عجلٍ فَازدرَمتُها دفعةً واحدةً خشية من الغرقِ والنسيانِ ؟! 


ثمّةَ صوت يهمسُ مِراراً في أُذني، يَسألني قَتلكِ في داخلي قبل أن  تَحتليني، مثلما أفعلُ دائماً مع العدوّ، فَقلبي أيضاً أَرضي،

أَرضي.... 

التي ما لاقت أرضاً تَحتويها غير أنكِ كُنت في رُدهةِ أعماقي مُتعلقَة بأوردتي التي تخفقُ حُباً لكِ وحدكِ،

 ويستحيلُ عليّ.....

يستحيلُ عليَّ قتلُ هذا الوجهِ المَلائكيّ، قتلُ تلكََ العيون التي تحتضنُ مجرّاتَ الكواكبِ بين طبقاتها ،تلكََ العيون التي يَتهاوى منها ألفَ نجمٍ كُلما تحدثتِ،

والصّوت يزداد خفتاً

ماأكبركَ من غبيّ!!

 ألا تُؤمنُ بالنّصيب؟! 

تعتقدُ أنّ الوفاءَ رابطاً مازال موجوداً ؟!

 إنّ الانتظار لا يليقُ بفتاةٍ مثل "ناديا" ، سائقُ القطار لن يدعها في المحطّة وحيدة يا عزيزي،

وأذكرُ أنّك مُلحدٌ بدينِ الأمل!! 

ما الوحي الذي ألهمكَ بإيمان اللقاءِ بعد هذا الزمن؟!

وبينما اليأسُ يأكلُ الكسرةِ الأخيرةِ من رغيفِ الأملِ الجاف الذي مرّ عشرَ سنوات وأنا أقتصدُ به خوفاً من ليالي حَذّرتني منها جدتي...

 ليالي أبيتُ فيها دونَ قطعة واحدة ،

 قبل أن أتلوذ على نفسي كي ألاقيكي في منامي وأخبرك عني، 

النوم لا يعرفُ سبيلاً إلى عيني، أتربع في كنفِ الهزيعِ صديقاً ينحبُ لي وأنحب له ، فهو الآخر أنهكهُ  غياب النهار 


"ناديا"....

إنّه الشهرُ الثاني الذي يمرُّ بدون زيارة منكِ، بدأت أسأمُ من خرافةِ ُعُذر الغائب

الصّوت يراودني ثانيةً، يملأُ شحمةَ أذني بهمساتٍ غبية قاتلة ...

يالكَ من غبي! ألم أحذّركَ من خيانةِ السلاح؟

حينما يكتسيك العجزُ والنّدم والشجن سوياً؟

 حينما تستدعي الأجلَ ولا يلبّيك؟ 

يبدو وكأنَّ شيطانَ الشكِّ عقصني فعلاً

فتصرّفاتي لم تكن مجانبة للمعقول حتى غدوتُ أعتقد بصحة قوله 

والشيب يملأ رأسي، يسلبُ مني ربيع أيامي! 

مدوناً بهالاتهِ السوادءَ خرائطَ أسفلَ عينيَ على متنِ روحي الخائبة كي لا أتوه عن نفسي إذا ما أردت الاستدلال يوماً ما ...

وبالرغم من أنّ إكسير المعجزات لم يكن موجوداً في داخلي مرة لكنني أعترف بشبه قناعتي بوجوده.. 

 فاليوم قد حُدِّدَ موعدُ تسريحي من الخدمة، وأنافي طريقي إليكِ، قلبي يسبق قدمي،

"ناديا"...

إنني أخشى الفراق بعد الفراق، أرجو أن تكوني قد استملت رسالتي، لن أتأخر يا حبيبتي

وداعاً للعالم وأهلاً بكِ.



ثمّةَ اعتراف آخر ...

إنّها الكلمات الأخيرة التي كان يودّ إخبارك بها قبل أن يكمل الموتُ مضغه جيداً في صراعهِ مع اللحظات الأخيرة من مغادرة الحياة ولقائها   

ولأنّ المَنية كانت تخشى خشيته من الفراق ستدعه ينتظرك في الجنة ربما يكون لكم هناك لقاء!! 



#صديقه الخائن الذي تمسك بإبرة القلم كي يُضَمدَ قلبكِ وتَرك جرحه دون خياطة


#عفاف حسين الخطيب.

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...