"تخميس "
ضاقتْ على وجدِنا الدنيا بما رحُبَتْ
حتى إذا ما صببنا دمعَنا طَرِبَتْ
أقسَمتُ، والرّاحُ والكاساتُ بي لَعِبَتْ :
واللهِ ما طلعَتْ شمسٌ ولا غربَتْ
إلا وحُبُّكَ مقرونٌ بأنفاسي
صَحِبتُهم فيكَ راقَت لي مشارِبُهُم
ورَقَّ حتى انتهى للرِقِّ صاحِبُهُم
فما بكيتُكَ إذ بانت نجائبُهُم
ولا خلوتُ إلى قومٍ أُخاطبُهُم
إلا وأنتَ حديثي بين جُلّاسي
ناشدتُك الوصلَ يا من بِتُّ مُنطَرِحا
لهُ على البابِ، ما للبابِ ما انفتحا ؟!
فما تُعَلِّلُني الأنسام ُ ذات ضحى
ولا ذكرتُكَ محزونًا ولا فرِحا
إلا وأنتَ بقلبي بين وسواسي
أُفرِدتُ فيكَ وما للصَّبِ من ملأٍ
كم هدهدٍ عاد مذبوحًا بلا نبأٍ
فما تجَلَّت ليَ البلدانُ عن سَبأٍ
ولا هممتُ بشُربِ الماءِ من ظمأٍ
إلا رأيتُ خيالًا منكَ في الكاسِ
سرى بيَ السُّهْدُ حتى لاحَ حيُّكُمُ
وعاقني الجسدُ المُضنى بحبّكُمُ
وسَرَّني أن جعلتُمَ فيَّ سِرَّكُمُ
ولو قدرتُ على الإتيان جئتكُمُ
سعيا على الوجه أو مشيا على الراسِ
في قلبيَ النورُ يُذكي في فمي اللهبا
ويلي من البَوْحِ إن خمرُ الهوى سُكِبا
يا ساقيَ الراحِ رفقًا بالذي اضطربا
ويا فتى الحي إن غنيت لي طربا
فغنِّ واأسفا من قلبك القاسي
جُهِّلْتُ كُفِّرتُ قال العاذلون : سَهَا
ويح الذينَ استباحوا قلبيَ الوَلِهَ
عاينتُ أمرًا على أهل النُهى اشتبها
مالي وللناس كم يلحونني سفها
ديني لنفسي ودين الناس للناسِ
محمد المتيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق