الاثنين، 13 مارس 2017

صاحب الظل الطويل / للأديبة: غفران طحان / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق



عزيزي يا صاحب الظلّ الطويل..
لا أدري كيف لذاكرتي التي أتهمها بالخرف المبكر أن تمتلئ بتفاصيل لحظاتنا معاً..أن تبقى ذكراك طازجة رغم المسافة المتقدة زماناً ومكاناً..
اليوم صادفت إحداهنّ..فجأة ركضت نحوي والتهمتني بتعليقات لا تنتهي
على شكلي ولباسي وارتباطي وعدمه ودراستي وعملي وحتى راتبي..لم تنس أن تعلق على سر احتفاظي بشبابي..وما هي المساحيق التي أستخدمها!!
وراحت تسألني عن تفاصيل كثيرة.. وتذكرني بأيام جمعتني بها..وتذكر أسماء أشخاص يجب أن نعرفهم معاً.. وأنا أقف أمامها كالبلهاء.. لا أفقه شيئاً ولا أذكر أيّاً مما تقوله..كنت سأقول لها: أنت مخطئة ويبدو أنني أشبه فقط تلك التي تعرفين..ربما نتشابه بالأسماء أيضاً..إلى أن سألتني عنك..فعرفتها بك!
عزيزي..
وقفت البارحة أعلى كورنيش الإذاعة.. هناك حيث لنا أكثر من ذكرى..كانت حلب تبدو كثكلى تحثو التراب على وجهها فتغطي ملامح الخراب بالغبار.. وقفت طويلاً أتألم/أتأمل.. أغمضت عينيّ فبدأ صوت هتاف بدايات الحلم يعلو في روحي ..لوهلة ظننتني سأصرخ عالياً بذاك الهتاف العذب..تلك الكذبة الجميلة التي كنا نصدقها ونصفق لها ونرقص ..ياااه
"الشعب..واااحد.." أخرسني الغبار الذي تسلل إلى حلقي..فصحوت مجدداً على كابوسٍ يرفض أن ينتهي..
 عزيزي..
في آخر لقاء لنا سقط منك أحد أزرار سترتك البنية..تلك التي اشتريناها معاً..لا أدري لم لم ألحق بك لأعطيك إياه.. ذاك الزر المعدني مازال معي.. رفيقي اليومي..أحتفظ به مع مفتاح غرفتي ومفتاح صندوقي الخشبي الذي سرق..
وكأنني أحتفظ به لعودتك لأعيد فتح قلبك به..
المحبة دوماً غفران


غفران طحان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...