الثلاثاء، 14 مارس 2017

عاشقان لخيبة مؤجلة/ بقلم: أحمد سليمان/ مجلة قطوف أدبية/ رئيس التحرير: سمر معتوق




عاشقان لخيبة مؤجلة..

حاولت كثيرا أن أساعد
ذاك البحر الذي طاف
بالبساطة اللازوردية ،
فعلت المستحيل لأطفئ
ظمأه الشديد وأسقي
ذاك الشاطئ الذي
راقصت رماله أصابع
الريح بسبب كثافة الجفاف..

جمعت دموع الثكالى
بكل أرجاء الأرض
وقدمتها له ولم يرتوي
عصرت تلك الغيوم
التائهة بملاعب السماء
حتى آخر قطرة
وقدمتها له أيضا ولم يرتوي..

ضربت أخماسي بأسداسي
وأصابعي تجيد الالتصاق
بكفي ، وبنات أفكاري
يراقصن بعضهن البعض
ويرجمونني بالحلول
والطرق التي يمكن أن
نساعد ذاك البحر الذي
قتله الظمأ ونخفف عنه
همومه التي أتعبت
الموانئ ومزقت أرواح البحارة ..

وبعد كم من التفكير عرفت
بأنه لا يحتاج لماء ولا لغيره
من السوائل أبدا ، بل
لحب يثمله ويجعله
خفيف كفراشة
ضاعت في حقل من الزهر ..

تماما ليس بالضرورة ما
أفكر به قد يكون صحيح
ربما لأن لم يبقى شيء
من أثره إلا وحضر
أمام عينيه ليرد له الجميل ..

ذهبت مسرعا إلى منزلي
الذي أنهكته الرطوبة ،
وجلست على سريري
الخشبي القابل للإنهيار ،
وبدأت أفكر بحب كبير
يناسب ذاك البحر
ويليق بضخامته الهشة ..

فأتيت في اليوم المقبل
وبين يدي نصف روحي
ونصف اسم تلك البعيدة
حرفان مبللان بدمائي
ونثرتهما على جسده
الذي ثقبته مناقير النوارس !
وخلال ثانية فقط لا أكثر
تكاثر البحر بالأوركيد
وفاحت منه رائحة الطيب
ونبتت على تضاريس
جسده الناعمة شقائق النعمان ..

ابتسمت وفي عيني ألف
دمعة تحكي رواية
الحرفين بالمذخوريين
بالنعمة ،
وكيف منحتهم للبحر ،
وكيف أصبحنا أنا
وهو عاشقان لأربعة حروف !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...