الأربعاء، 8 يناير 2020

( صمت ): قصة قصيرة بقلم سميحة قاسم مغربي . سوريا


                    سميحة قاسم مغربي  . سوريا 


قصة قصيرة:      ( صمت )

جلس قبالتي في الحافلة يرمقني بنظرات غريبة، وكنت أنظر إلى ملامحه نظرات خاطفة، ثم أطال النَظر إليَ فأدرت وجهي للجهة اليسرى لأعيده بنفس الاتجاه دون أن أشعر بالتفاتتي النائمة التي لم أصح منها إلا وعيناي تلتصق بعينيه، وعاد ينظر إلى مجدداً ونظراته تتلاحق بصمت، وثبت عينيه في عيني وكأنه يقول لي:
- يا لجمال عينيك حين أستل منهما بريق الشمس، ووجدت نفسي فيهما بعد ضياع الأمس
تملك الحياء مني فأرخيت نظري ليستقر في الأرض، فنظر إلي وضياء عينيه يتحدث قائلاً:
- لا تخجلي يا فتاتي.. اعذريني.. فكيف لا أنظر إلى وجهك الذي اكتمل تكوينه فصار بدراً، يا لعجيب ما أرى! كيف اجتمع الشمس والقمر معاً
فرفعت رأسي على استحياء أتوسم ملامح وجهه وأنا أحاول إخفاء انبهاري الشديد به، وكنت أقول في نفسي: من أنت يا شديد الجاذبية؟!
 ولكن لم أستطع إطالة الحديث معه وكنت أغض طرفي خجلاً
قالت عيناه:
- أرجوك لا تخجلي يا أميرتي فعندما تخفين بهاء وجهك أحس بأن الشمس استعدت للغروب، وماذا عن شلال الذهب الذي تدعين أنه شعرك
قالت عيناي تومضان بريقاً:
- لقد اكتفيت بنظراتك، فكلما نظرت إلي ازدت جمالاً
- وأنا أزدادك عشقاً، قالوا مَن أكثر من شيء عرف به.. ألا أكثر منك فأعرف بك؟
وعندما أوشكنا على الوصول شعرت بأن سعادتنا بدأت تنساب بخفة، وعمَ ضجيج صمتنا في قلبي وكادت دموعي تنبثق من عيني، فحاول تحريك شفتيه وأراد الحديث ولكنه أطبق شفتيه وأسدل جفنيه بحرقة، وبانت عبراته تريد الإفلات لتقول: لا تدمعي فهذا الدر غال لا يبين
بدت نبرة عبراته تريد الإصغاء لعيني فقلت:
يا بديع المحيا. ما كنت تعرفني، ولم أكن أعرف إليك سبيلاً، لست أدري ما حل بي إلا أني تعثرت بعينيك فهوى قلبي إليك، فيا شديد الجاذبية.. مَن أنت؟!
- اسمي بدرٌ، وأنتِ؟
- أنا بدور
وعندما وصلت الحافلة أردت القول: أطِل حديثك القريب من قلبي، فقالت عيناه:
- سأودع عينيك يا ساحرة العينين وقلبي ينزف ما فيه من أشواق
فقلت له: الوداع أيها الوسيم
فحرك شفتيه وانتزع عينيه مني قائلاً:
- الوداع يا أجمل مَن رأت عيني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...