(امرأة تعثر على رائحتها)
مجموعة شعرية . أحلام عثمان . سوريا
==========================
تعد مجموعة "امرأة تعثر على رائحتها" للشاعرةالسورية: أحلام عثمان والصادرة حديثاً عن (دار نينوى - دمشق) العمل الأدبي الأول لها، ومع ما تحمله التجربة الأولى من عثرة أمام الكاتب، والتي غالباً تضعه تحت ضغط شديدٍ وتحدٍ لطاقته الإبداعية إلا أن الكاتبة استطاعت أن تقدم تجربة ناضجة جداً بشعريتها ولغتها المؤثثة بأسلوب مميز وخط ونفس شعري واضح.
المجموعة تتألف من ثمانٍ وعشرين قصيدة تنتمي بمعظمها إلى فئة قصيدة النثر
وتتناول قضايا المرأة وغربتها الداخلية ومشاعرها وتأثيرات الحرب عليها، وتبتعد فيها الشاعرة عن القضايا العامة التي تشغل الشارع؛ بل تذهب إلى الذات، وإلى عمق الذات ومسائل الحياة اليومية لأي امرأة.
ومن أجواء المجموعة :
حين تكونين ضحيّة الحُب
مارسي انهزامك بشئ يليق بك.
اتركي للمرأة في داخلك
فسحة ضوء بعيداً عن ظلمتك،
وامنحيها قوّة البكاء.
حين تكونين ضحيّة الحُب
لملمي مناديل الموسيقا التي أسقطها
الحزن حولك .
كحمامٍ مذبوح .
قفي على شرفتك، دعيها تحلّق
بجناحي قلبك، كريح.
لا تبالغي في الكآبة،
ولا تعاتبيها.
أظهري لها ابتسامة صغيرة.
ضعيها في حرجك، ككومة أخطاء منهكة.
أعطها أصابعك،
تعضّها دون توبة.
حين تكونين ضحية الحبّ
ادخلي للمطبخ،
حضرّي عشاءً فاخراً،
كأساً وشمعتين .
البسي فستاناً أحمر قصير ، بحجم الفرح.
وقولي:
نخبك ياحب،
صنعتَ مني امرأة.
****************
لا مكان في جيبي
محشوّة بالبنادق والعصافير
بالغار والكينا، بالدمع والدم بالسكاكين،
وأعناق اليمام
كنزات أبي الصوفية
شالات أمي الزرقاء بأصوات قريبة وصداها البعيد
لامكان لكِ أيتها القُبلة.
*******************
لعلّني أمسك البحر وأتحسس فضّة السماء
لعلّني أُخرج امرأتي مني،
التي لا أكترث بترتيبها بين نسائي
أضعها واسمها في حقيبتي
قاصدةً المجاز ونفسي المستبدّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق