تنديار جاموس . لبنان
( الليلُ ):
صندوقنا الأسودُ؛
حتّى إذا ما تحطّمت أجسادُنا على حافةِ الأرق
يكون دليلًا على ارتكابِ الحنين فعلَه بأرواحنا.
أنا في فراشي
أرسمُ بمخيلتي دهليزًا داخلَ متاهةٍ
لأنصبَ للأرقِ مصيدةً؛
علّي أنام.
أتذكّرُ حكايةَ جدي عن المقابرِ،
وخروج الموتى في وقتٍ متأخرٍ
إذا ما مروا في بالنا
فهم، وعلى الرغم من رحيلهم،
قادرون على اقتفاء ندائنا حين يغزونا الحنين.
شعرٌ أشعثٌ شائبٌ لامرأة نافقة
ينسدلُ على أكتافِ مترهلةٍ،
يلمعُ على أثرِ ضوءٍ خافتٍ،
و يتسللُ من شقوق رخامٍ متعبٍ،
تجثو على ركبتيها،
وتشْبُكُ كفيها داخل دهليز ضيق
من مقبرة تستجدي مرورها في بال حيّ؛
عاريةٌ تماماً أمام اللَّه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق