صافي خصاونة .الأردن
(القهر)
عندما أصحو من غفوة القهر
لا أرى إلا حطامَ جسدي
وبقايا هياكلَ لأشباحِ الليل
وبعضَ أسمالٍ أتلفتها تقلبات السنين
شاخ ذاك الفتى الذي كان بداخلي
غزا الشيبُ كل منابت شعره
العكازةُ اللعينةُ لا تُسْعِفُهُ على الحركة
صارتْ عِبئاً عليه
عندما أصحو من غفوة القهر
أرى سفناً تمْخُرُ عُبابَ جوارحي
أرى حيتاناً تلتهمُ أجسادَ الغرقى
وأسماكَ القرش تهاجم زوارق الناجين
من بطون الحيتان
من بعيد ألمحُ قساوة الموج
وعنفَ تيارات البحر
أعرفُ أن خيارَ الغرق أهونُ الشرور
أهون من أن يكونَ الجسدُ مضغةً في بطن حوت
أو فريسةً لفرس البحر
السعادةُ أن لا تشعر بالألم مرتين
ما أجمل أن يتلاشى الشعور
وأن يفقد المرءُ الإحساس
العمى والصممُ والخرسُ نِعَمٌ لا تُقدر بثمن
والجنونُ يُعادل كنوزَ الارض
هيا نفقأ عيوننا
ونَصُمُ آذاننا
ونقطعُ ألسنتنا
هيا نعشْ حياة الجنون
فما أجمل أن نفقد عقولنا
وأن نعيش بلا وعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق