زكريا شيخ أحمد . سوريا
( أنا جاهز للصراخ دائماً )
أخفي أحزاني في قلبي ،
أغلق عليها بالمفتاح ،
أرمي المفتاح في النهر
و حين ألتفت لأعود ،
أسمع صريراً في أعماقي .
أيها الماء
ظننتك أنك لن تفشي أحزاني .
يقول لي الماء : لا أحد يسمع غيرك ،
أحزانك في أعماقي ،
لا أحد يحافظ على الأحزان كالماء ،
انثر فوقي ما تشاء
أحزانك ، أسرارك ، حروفك ، قلقك ، يأسك ، ألمك
سأُخَبِّئُهَا في أعماقي .
ألا تصدقني ؟
أرسل أي شخص إلي
لن يرى أية آثار لخطواتك .
أغادر مبتسماً ،
أمرّ على الجسر ،
أسأله عن حاله ،
يقول لي الجسر أنهكني الوقوف معلقاً ،
أريد ملامسة النهر أريد معانقته ،
كل هذا الماء يمر من تحتي و لا أملك نقطة منه .
يرجوني الجسر ،
يطلب الرحيل معي
و حين يتيقن أني لن أصطحبه معي ،
يطلب مني أن نصرخ سوياً
أشفق عليه فأقف و نصرخ سوياً
إلى أن يختفي صوتي ،
يشكرني الجسر و يعتذر مني
قائلا : أنا لم أسمع صرير أحزانك
و لكني سمعتك تتحدث عنه للنهر
و أعتقد أنك حين صرخت معي لم تكن تسمع أي صرير.
أومأت له بابتسامة و ودعته
و حين خطوت خطوتين
ناداني : تعالَ متى شئت ،
أنا جاهز للصراخ دائماً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق