السبت، 5 أغسطس 2017

ثمّة دعوة - عمر المفعلاني /مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير : سمر سليمان معتوق/ نائب رئيس التحرير : نسرين العسال - تحرير : موسى سعيد


ثمة دعوة ترغمك على الكتابة
ليست من فراغ أو من خواء ..
ولا رغبة في الحشو و مجاراة الغوغاء ..
فقط حين يتحول الحرف الى متنفس بعد أن أركمك حطام و جذاذ جدرانك المتهافتة و المتصدعة ...
حين يصعد الكلم الى متناول البوح تصير الكلمات رصاصات من الابجدية يلقمها يراعك الرابض على زناد الرصف والرقص على حد سواء ليحررها البنان بالضرب على لوحة الكترونية مترامية الحروف ...
لمن تكتب ؟
الأصح
لماذا أكتب؟!
هو السؤال الذي تبحث عن إجابته احداهن و تفتش في كنهي عن نتيجة تروض فضولها المتواري خلف عبارات دبلوماسية و تمخر عباب نصوصي المتخمة بالانزواء و الخذلان ..
أجيبها كما يفعل صديقي حسين دوما ،عندما أعاتبه لما لم ترد على مكالمتي ،يطلق ضحكات تناطح السحاب قبل أن يذرع في قوله( تلك الاجابة التي عجزت أمي عن ايجادها )
..
استسلمت اخيرا لرغبتها الجامحة في اخماد نيران حيرتها ..
عشت في أحلامي مع فتاة اشتملت على معالم الحسن و الجمال و الخلق والفضيلة و ذرأتُ لها كل فصول الكمال و سردت في نشوة حوار مع نفسي أحدثها عن شمائلها و أشرع في تركيب صفاتها و تفاصيلها على قياس رغبتي الحالمة..
و أسهبتُ في صبابة مضنية أرتب أحلامي و أسمي أطفالي منها الاول فالثاني فالعاشر والذي اسميته الحارث او المثنى
 بحثت عنها نهماً بحث الرومي عن روح تأتلف روحه و تسد الفراغ الذي يعوزه والرمق الذي يمتاحه حتى بزغ له شمس الدين التبريزي ..
 ساقني القدر أخيراً ان التقيها و أهبها روحاً و ملكاً و كياناً وقلباً يفيض حباً و يطفح شوقاً و ننصب في ذواتنا حد الالتصاق و الانصهار ، ألفنا وحدانية تنوف الرتق و الاكتمال ، تصافحت أرواحنا و تعانقت حد التوحد
لم أكن اشعر بلحظة الانفصال و الفتق عنها قط
سرت فيّ حتى تملكتني وصرت لها أقرب مني إلي
وحده القرب ممن تحب يمنحك مذاقا آخر للحياة ، و يرغم عداد الزمن و رزنامته أن يدونان كل لحظة في سفر سرمدي لا تنقضي ولا تزول وتتقمص ديمومة لا تنضب ..
ومن ثم تعتريك رغبة ملحة بروم الثواني على الدوام و الانقضاء .. لعل الواحدة منها تعادل دهرا..
 ربيتها طفلة في صدري وبلغت مني اي مبلغ فلما زارها الصبا ركبت عنادها و غادرتني ..
هنا
تبدأ تلك اللحظات السرمدية تفرغ من محتواها الشهي و وتتعرى من قميصها لتحال اكسيرا يعتصر زعافاً ..
قد يأتي الموت أحياناً على هيئة بشر ..
لم تمت شمسٌ كما في الروايات ..
بل متُّ أنا من كمد الندامة و الحسرات..
 و روح مكتظة بالخيبات ،
 و قُتل مني كل وجدان لما هو آت ...
لم تمت شمسٌ بل كانت درسٌ و ترسٌ وفأسٌ و عرسٌ زففت فيه آخر احلامي الواهية...
غابت شمسي ..كُسفت نفسي ..
 خُسف حرفي  وتكور ليلي بأمسي ..

عُمر المفعلاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...