الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

في غيابك - الأديبة: لينا سرحان /مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير : سمر سليمان معتوق - نائب رئيس التحرير : نسرين العسال - تحرير : موسى سعيد



يمكنني أن أتحدّث عن ضجيج الحرف في صمتك ..
يمكنني أن أتكلَّم عن غيومك المثقلة بمطر الاشتياق ..
وأيضآ أستطيع أن أقبض على دخان سجائرك الخانقة المتمركزة في قلبك ..
الحديث عن العيون التي تنظر إليك ،
الامتعاض من الأذن التي تسمعك ،
الإفصاح عن الضحك الذي سينفجر فيك أخيراً بحقيقة البكاء ،
عن الطرقات التي تثملها بخطوك المرتبك كلَّ مساء ،
عن حبّك للعزلة والخيال
وعن خوفك من وحوش الحنين تحت سريرك ..
يمكنني أن أتكلَّم عن عقم وقتك من دوني ،
تلعثم شفتيك وأنت ترتشف فنجان قهوتك الذي يرسم وجهي في رغوته الساخنة مبتسمآ لعينيك ...
لم أكن جنيّةً يوماً
ولا أفعى تنسلُّ من تحت قميصك الملوّث بشبق الوحدة ،
ولم يسبق لي أن امتطيت المسافة أقطع استكانات الوقت إلى ركن ما ..
الحبّ ياسيّدي يفعل هذا كلّه
يأتي بك إليّ كلَّ لحظة لأدور حولك ك خيالك الطويل ،
الحبّ يتنفسك ويملأ رئتيك بالهواء ذاته ، ولو كنت على بعد كونين ،
الحبّ يجلسك مع الغرباء و المجانين والوهم أيضاً ،
يجعلك ممّن يتحدّثون بعفويَّة و سذاجة ،
ألم تلاحظ غبائي اليوم وأنا أقطع سطور لهفتي لأعانق نقاطك المحمّلة بهمسات من سبقنني إليك !
ألم ترى وجهي اللّيلة وهو يرسم لك بين تفاصيله ، ملامح جورجيت وهي بأوج فتنتها !
وعلى مايبدو كنت أحاول تجميل كآبتي التي ألحق بها الانتظار تعاريجاً مليئةً  بالذبول ..
ساذجة جداً ، غارقة حتماً
وليس لقلبي سبيل للاستفاقة من سكرة حبك لحظةً واحدة ..
الكآبة في غيابك يا صديقي تمتصّني وتمضغني ك كسرة خبز مبلّلة بماء الخلاص الأخير ..
ألا يجدر بك بعد كلّ هذا النزف أن تأت !!
 ألا يمكنك أن تصلني وتفتح باب عزلتي المقفل ذاك قبل أن أموت !!

لينا سرحان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...