دُرُوب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1.
التقيتُها بعد نيف وعشرِين سنة...فراشَات الفرح تطَايرت أمامِي، سبحان اللّه نفس الملامِح... في البداية تظَاهرت بأنّهَا لا تعرِفني...لكنّها أمَامَ إصرارِي تدارَكت ذلك بالضَّم والعِناق.
جلسنَا بجانِب بعضِنا البعض فِي تلك القَاعة الفخمَة، كما كنّا نفعَل دائما في قاعَة المحاضَرات الكبرى أيّام الجَامعة، نختلِس النّظَرات لبعضِنا البعض... تتَأمّل نظّارتِي...وأتأمّل التّجَاعيد التّي جعَلتها أكبر من عُمرها...قبل بِداية الإحتِفال بلحظَات خرجَ من فَمنا نَفس السّؤال :
ـــ هل مازِلت تكتبِين الشِّعر؟
ـــ مازلت تكتبين الشّعر؟ ضَحكنا حتّى بانَت أضراسنا المخلُوعة.
ثبّثَت خاتمها بأصبعها، ثمّ سَألتني:
ــــ هل تزوّجتِ بشاعِر كما كنت تحلمِين؟
ــــ وأنت هل تزوّجتِ بِشاعر كما كنتِ تريدِين؟
سَاد بعض الصَّمت بيننَا... بينَما كانت القَاعة تتأهّب للإحتِفال بعيِد الإستقلال الوَطني.
ردّت بفرحٍ زائد :
ــــ تزوَّجت بتاجِر...كلّ يَوم يصبّح عليّ بقصيدة وقنِّينة عِطر...
قهقهتُ بسُخرية:
ــــ خَطبني شاعر كلّ يَوم يتغزّل بامرأة لا تشبِهني، تعبَ من غيرتِي الزّائدة فانفصَلنا...ما زِلت أنتظر شَاعري الذي يكتُب المعلّقَات في امرأة واحِدة وهي "أنَا" .
تأمّلتنِي: وإلى متَى؟ رأيتُها تشير إلى شُعيرات بيضَاء تطلّ من تَحت خِماري.
حَاولت إدخالها لكنَّها أبت...كنتُ في سرّي ألُوم نفسيِ لأنّنيِ تَكاسلت عن صَبغ هذا الشَّعر الجعِد...فجأةً تعالَت التصفِيقات لشابٍ جَميل وَسيم... يبدُو أنّه منشِّط الحَفل، أعجَبتني قصِيدته كان يَتغزّل بالوَطن ، وبامرَأة...كلّما ذكَرها أشارَ للّتي كَانت تجلس بِجانبي...تعجِّبت و استدرت إليهَا، نزلَ عليّ جوابَها كالصّاعِقة:
ــــ إنّه ولدِي البكر الشَّاعر... لا يكفّ عن مُغازلتِي وذكري في قَصائده...في كلّ مناسِبة يحضرها.
ابتسمت ابتسَامة صفرَاء، لأوّل مرّةٍ أقف وجهًا لوجه مَع سنوات عمرِي!
اعتذرت، انسَحبت بصمتٍ، في وجوه الحاضِرين كنت أبحَث عَنه.
#مريم_بغيبغ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1.
التقيتُها بعد نيف وعشرِين سنة...فراشَات الفرح تطَايرت أمامِي، سبحان اللّه نفس الملامِح... في البداية تظَاهرت بأنّهَا لا تعرِفني...لكنّها أمَامَ إصرارِي تدارَكت ذلك بالضَّم والعِناق.
جلسنَا بجانِب بعضِنا البعض فِي تلك القَاعة الفخمَة، كما كنّا نفعَل دائما في قاعَة المحاضَرات الكبرى أيّام الجَامعة، نختلِس النّظَرات لبعضِنا البعض... تتَأمّل نظّارتِي...وأتأمّل التّجَاعيد التّي جعَلتها أكبر من عُمرها...قبل بِداية الإحتِفال بلحظَات خرجَ من فَمنا نَفس السّؤال :
ـــ هل مازِلت تكتبِين الشِّعر؟
ـــ مازلت تكتبين الشّعر؟ ضَحكنا حتّى بانَت أضراسنا المخلُوعة.
ثبّثَت خاتمها بأصبعها، ثمّ سَألتني:
ــــ هل تزوّجتِ بشاعِر كما كنت تحلمِين؟
ــــ وأنت هل تزوّجتِ بِشاعر كما كنتِ تريدِين؟
سَاد بعض الصَّمت بيننَا... بينَما كانت القَاعة تتأهّب للإحتِفال بعيِد الإستقلال الوَطني.
ردّت بفرحٍ زائد :
ــــ تزوَّجت بتاجِر...كلّ يَوم يصبّح عليّ بقصيدة وقنِّينة عِطر...
قهقهتُ بسُخرية:
ــــ خَطبني شاعر كلّ يَوم يتغزّل بامرأة لا تشبِهني، تعبَ من غيرتِي الزّائدة فانفصَلنا...ما زِلت أنتظر شَاعري الذي يكتُب المعلّقَات في امرأة واحِدة وهي "أنَا" .
تأمّلتنِي: وإلى متَى؟ رأيتُها تشير إلى شُعيرات بيضَاء تطلّ من تَحت خِماري.
حَاولت إدخالها لكنَّها أبت...كنتُ في سرّي ألُوم نفسيِ لأنّنيِ تَكاسلت عن صَبغ هذا الشَّعر الجعِد...فجأةً تعالَت التصفِيقات لشابٍ جَميل وَسيم... يبدُو أنّه منشِّط الحَفل، أعجَبتني قصِيدته كان يَتغزّل بالوَطن ، وبامرَأة...كلّما ذكَرها أشارَ للّتي كَانت تجلس بِجانبي...تعجِّبت و استدرت إليهَا، نزلَ عليّ جوابَها كالصّاعِقة:
ــــ إنّه ولدِي البكر الشَّاعر... لا يكفّ عن مُغازلتِي وذكري في قَصائده...في كلّ مناسِبة يحضرها.
ابتسمت ابتسَامة صفرَاء، لأوّل مرّةٍ أقف وجهًا لوجه مَع سنوات عمرِي!
اعتذرت، انسَحبت بصمتٍ، في وجوه الحاضِرين كنت أبحَث عَنه.
#مريم_بغيبغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق