الاثنين، 3 أبريل 2017

الحلقتان التاسعة و العاشرة من السلسلة السردية (النفق) / يكتبها: خالد جوير / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق



النفق .. ( الحلقة التاسعة )
توقفت عن الحركة .. وكأن قلبها من يقرع وليس الباب ..
عاد صوت الطرق ثانية ..
اقتربت من النافذة تخونها رشاقتها ..
كان لديها عين سحرية .. تنظر من خلالها ..
ثقب رصاصة .. ذات اقتحام ..
ااااه .. أهذه انت .. ( حدثت نفسها )
سارعت وفتحت الباب
● يسعد صباحك أم نور ..
○ أهلين جارتنا
● مشان الله لاتواخذيني .. عمدق عليك بكير
   بس أبورسمي يعدمني اياه .. مابروح ع الدوام إذا
   ماشرب مته .. وانقطعنا .. وحضرتو ماجاب امبارح
  وبدي أقلك ...
 (كانت تستمع لجارتها وعيناها تجوسان الطريق )
أم رسمي تابعت كعادتها ولم تترك لها مجالا للرد
حتى صرخت بها للتوقف .. وأخبرتها أنهم لايشربون المتة ولا يحبونهاااااا ..
● طيب .. هلق بشوف جارتنا وئام ..
 والله كنت حابة فوت اشرب قهوة معك بس ...
 ( قاطعتها .. وقالت )
○ أم رسميييييي .. الله يخليك أنا كثير مستعجلة
  بدي أطلع هلق لعند أهلي ..
● خير حبيبتي في شي ... مشان المكدوسات ؟؟
فدفعتها إلى الخارج دون أن تشعر .. وأغلقت الباب بقوة ... وهي تتمتم .. مرتجفة خوفا وغضبا ..
 وما إن وصلت إلى حقيبتها .. حتى تناهى إلى مسامعها صوت السيارات يغتال هدوء المكان ..
إلا من صوت أم رسمي وهي تقول
 ( اي هداك بيتهن .. الله يحميكن )
قفزت كضبية تتفادى براثن الذئب ..
 كان لمطبخها باب يطل على حديقة صغيرة ..
وباب خشبي صغير في آخر السور ..
وفي لحظة رعب مهولة .. وجدت نفسها في الحي التالي ..
ركضت .. وهي تمسك بجنينها كما كانت تعتقد
لأنها ومنذ شهر لم تجد ماتجده النساء ..
 بينما كانت أصوات تحطيم باب المنزل ..
تماثل صوت دقات قلبها .. قوة وألما ..
وحدها صورة عينيه العسليتين .. كانت أمامها
مؤنسا .. ورفيقا ...
وما إن توارت في الطرق الضيقة حتى أخرجت هاتفها وكتبت ..
(حبيبي .. وينك .. أنا طلعت من البيت بآخر نفس ..
قبل مايوصلو الجماعة .. بس وين اروح .. قلي ..)
وقبل أن تضغط على زر الإرسال ..
أحست بيد .....
( يتبع )
★★★★★★

النفق .. ( الحلقة العاشرة )

أحست بيد تمسك بثوبها وتشدها إلى الخلف ..
توقفت وهي ترتجف خوفا ..
التفتت وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها ..
إنها إيمان .. الطفلة ذات الثماني سنوات ..
حاولت أن تخبرها بعينيها الخضروان أمرا ..
انحنت أم نور لتلتقي عيونهما ..
وضغطت على مفتاح الإرسال بنفس اللحظة ..
تحركت أصابع الطفلة عشرات المرات .. وكذلك رأسها ..
ابتسمت .. وعقدت حاجبيها عدة مرات ..
رفعت ذراعا ..
أشارت ..
بسطت إصبعا .. وقبضت أصابع ..
كانت ضفيرتاها تحلقان جمالا مع كل التفاتة ..
إنها ابنة الجيران ..
والتي فقدت مقدرتها على النطق منذ أعوام .. ذات غارة ..
لا أعلم مالذي فهمته أم نور .. ولكنها قالت للصغيرة ( عنجد !! ) وذهبت معها على الفور .
في النفق ..
كان بطلنا يقرأ رسالة زوجته للتو ...
لم يعرف بماذا يرد عليها ..
وبعد أن التهم سيجارته بعجالة .. يأخذ دخانها مع كل شهيق دونما توقف ..
كتب : .... ( ماااابعرف .. روحي لأي مكان .. بس مو لعند أهلك .. وخبريني بطريقتك ..)
أرسل ...
وهو يحمد الله بقلبه ..
 الآن على الأقل يستطيع التفكير ..
التفت إلى زوجة رفيقه .. وسألها :
● مين الشب ؟؟
○ هذا عسكري بدو ينشق ..
● الله أكبر .. بس أنت شو علاقتك !!
○ امبارح واحد من الشباب مابعرفو .. حكى مع أبو عمر أخر الليل وقلو إذا بيحسن يطالعو لبرات الضيعة
●  أي ...
○ وأبو عمر قلي أنه عندو شغلة ضرورية وطلب مني
    لمن يوصل الشب أجيبو لهون .. وهو بيجي
    ع الستة الصبح وبياخدو ..
● أبو عمر قلك أنه في نفق هون ؟؟؟؟؟
   صمتت للحظة ثم أردفت متلعثمة ..
○ لأ .. بس .. هو قال أوصلو للبيت المهدم ..
● طيب شو الشغلة .. ماقلك !!
○ لاء .. بس حكى كثير ع الجوال بالليل ..
   ثم التفت إلى الشاب الذي بدى عليه الذهول ..
   والخوف ...
● الحمد لله على سلامتك
- الله يسلمك أبو نور
● بتعرفني ؟؟؟
- لاء
● لكن شو عرفك بإسمي !!!
وقبل أن يجيب ردت أم عمر ..
○ أنا قلتلو ..
● ليش أنت بتعرفي أني راح أكون هون !!!
   تلعثمت أم عمر من جديد ..
○ لاء ... بس اسمعت أبو عمر عميقول أنه راح يشوفك
   ولمن مسكوه اولاد الحرام .. قلتلو للشب أنه راح
   نستناك .. وقلتلو اسمك ..
صمت صاحبنا .. وأحس في نفسه بشيء ما ..
ولكنه نظر إلى الشاب .. وقال :
● طيب عمي .. أنت وين بدك تروح ؟
- عمي أنا .....
(يتبع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...