على بيدرٍ منَ القَشِّ
ينتظرُ الرجادَ
جلسَتْ تلملِمُ أحزانَها
والدمعُ مخمورٌ ينسكِبُ انسكابا
ومسيْلُهُ عانَقَ وجنتيها
متعوِّداً مُعتادا
..
ما عادَ كفُّها المتشنِّجُ قسوةً يمسحُ آلامَها
ولا شفاهُها العطشى تغنِّي ميجنا وسكابا
كأنَّ الآمالَ تُضَيِّقُ أبعادَها
وتنجو بنفسها منْ حطامِ عُشاقِها
.........................
استعْصى عليهِ الخوفُ والألمُ
لكنَّ الشوقَ والحنينَ في كلِّ يومٍ
كمْ أَلْفٍ منَ المراتِ يقتلُهُ ؟
هو الجنديُّ في ساحِ الوغى
على كتفيهِ وطنٌ عزيزٌ ليسَ يُنْزِلُهُ
شامخاً .. منْ شموخِهِ
أبيّاً يشمخُ الوطنُ
............................
وتمرُّ السنونُ عِجافاً
وفي كلِّ عامٍ .. بيدرٌ يأتي
إلى أقدامِها ويسأَلُها :
أعادَ السوريُّ منْ رحلةِ الموتِ ؟
أمْ أنَّ الموتَ منْ قسوَةِ الحياةِ والألمِ
جنَّ معتوهاً ..كفيفاً تاهَ في وطني
فلا بابٌ للسجنِ يدركُهُ
ولا الأبوابُ بوجهِ المسجونِ تنفتِحُ
..
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق