الجمعة، 31 مارس 2017

نجح الأردن و فشلت القمة / د.رلى الفرا الحروب / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق



بيان صادر عن حزب :أردن أقوى
نجح الأردن وفشلت القمة

يهنئ حزب أردن أقوى الأردن قيادة وشعبا على إنجاز أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين بنجاح ويعبر عن اعتزازه بجهود جلالة الملك التي أثمرت عن حضور معظم الزعماء العرب وبجهود كل العاملين الذين أسهموا في جودة التنظيم والإدارة.
وإن كان حضور الزعماء ومصالحة بعضهم إنجازا يسجل للأردن، إلا أن مخرجات القمة لم تأت بجديد على أي صعيد: أمنيا أوسياسيا أو تنمويا، في انعكاس مؤسف لحالة النظام العربي الذي لم يعد يجمعه إلا هذه القمم، بدلالة عدم دخول معظم المقررات السابقة حيز التطبيق في السياسات والبرامج، واستمرار حضور المعيقات في عبور الحدود العربية سواء للأفراد أو للسلع أو الخدمات، وهو مناقض لكل القرارات للقمم الأخيرة التي دعت إلى إنشاء منطقة عربية حرة واتحاد جمركي.
الفشل الأمني للنظام العربي يعبر عن حالة شلل دماغي مخبطة، في حين أن معاهدة الدفاع المشترك كان يمكن تفعيلها مبكرا وفي معظم الصراعات الداخلية المسلحة التي تشهدها المنطقة العربية، بدلا من فتح الأبواب على مصراعيها للتدخلات الأجنبية من كل حدب وصوب، والتي جعلت النظام العربي خارج اللعبة السياسية في سوريا والعراق وليبيا، وحتى في اليمن التي تشهد تدخلات عسكرية للتحالف الإسلامي فإن أوراق الحل لا تمسك بها الدول العربية بقدر القوى الإقليمية والدولية المعادية للمصالح والتطلعات العربية، وكنا نتوقع أن تأتي هذه القمة بمبادرة لتفعيل الوحدة الأمنية كبوابة للولوج إلى وحدة اقتصادية فسياسية، ولكن تضارب الأهداف والمصالح والمرجعيات حال دون ذلك.
 وإن كان بقاء المقعد السوري شاغرا له في القلب غصة، فإن تعقيد المشهد السوري وفقدان العرب لكل أوراق الفعل على الأرض أشد مرارة من ذلك المقعد الفارغ، والتطورات التي سيشهدها هذا الملف بفعل التفاهمات بين تل أبيب وواشنطن وموسكو وطهران واسطنبول على المدى القصير والمتوسط ستجعل كل الدماء المسكوبة والمباني المهدومة والآثار المخربة تضيع دون مقابل.
 وعلى صعيد القضية الفلسطينية، ومع الاعتزاز بجهود الأردن في إعادة البوصلة إليها، إلا أن قرار التمسك بمبادرة السلام العربية لم يعد واقعيا في ظل مواصلة إنكارها والعمل على تقويضها كليا من الجانب الاسرائيلي، وكان الأجدر الخروج بإجراءات تردع إسرائيل وتدفعها لإعادة حساباتها، بدلا من تأكيد ما ثبت فشله منذ عام 2002. مع ذلك، فإن القرار الموحد برفض ترشح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن للعام 2019-2020 هو علامة تسجل للقمة، وإن كنا نخشى أن يتهاوى عمليا خلال العامين المقبلين جراء التطورات المتوقعة للصراع مع إيران.
والصورة هي ذاتها في الملفات اليمنية والليبية والعراقية التي لم تفلح القمة في تقديم أي شيء لها باستثناء العبارات المكرورة.
القرارات الاقتصادية الاجتماعية التنموية أعادت تأكيد ما ورد في القمم التي سبقتها، ولم تأت بحلول جديدة تسر المواطن العربي أو تعمل على حل قضايا مستعصية كبطالة الشباب أو تفشي بؤر الفقر والجهل والأمية.
وحتى على صعيد حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد ومكافحة الفساد، فإن القمة لم تقدم جديدا، وتبقى كل الاتفاقيات العربية والدولية التي وقعت عليها الحكومات العربية وصادقت عليها في مراحل سابقة دونما تفعيل، لا على صعيد التشريعات ولا السياسات ولا الممارسات.
إن حزب أردن أقوى يثمن الجهد الأردني الرفيع المبذول لإنجاح القمة، ويتمنى لجلالة الملك عبد الله الثاني النجاح في متابعة قرارات القمة وتحويلها إلى خطط قابلة للتنفيذ باعتباره رئيسا لها، ولكننا نعتقد أنه ما لم تغير الحكومات العربية من نهجها، وتفيء إلى ظلال ديمقراطية حقة وتستمد شرعيتها من تلبية حاجات المواطن العربي وحماية حقوقه وحرياته، فإن المثل العربي القائل "فالج لا تعالج" سيبقى الصفة الملاصقة لكل القمم العربية.
الأمين العام
د. رلى الفرا الحروب
عمان، 31 مارس 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...