الاثنين، 20 مارس 2017

سَاندريلّا الحائرَة / خاطرة للأديبة: ميَّادة مهنَّا سليمان /مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق




سَاندريلّا الحائرَة

  لَستُ أَدري كَيفَ هامَتْ لُغَتِي بِكَ
  ناديتُهَا..رَجوتُها
  لَكنّها ذَاتَ يَومٍ أَحرَجتْنِي وَهَروَلَتْ إليكَ
  يَومَها..
  وَحدي رأيتُ كَيفَ قَطَّعَتْ لُغَتي
   أيدِي حُروفِهَا مِن حُسنِكَ
  فَعَذرتُها..
  يَومَها..
  أنبَأَني قَلبي أنّكَ تَصرُخُ إلَيَّ
  عَبرَ فَضاءاتٍ مِن صَمتٍ قاتِلٍ وَسُكونٍ..
  وكُلّما هَمَمْتُ بِالمَجيءِ إليكَ
  تسَمّرَتْ خُطواتي..
  تَعَطّلّتْ حَواسّيْ..
  يَخونُني الدّربُ إليكَ!
  يؤنّبُني قَلبيَ المَوجوعُ مِنكَ
  وأسألُ نَفسيْ:
  كَيفَ أطرُقُ بابَ الحُبِّ عَليكَ؟
  لَعَلّك..َ نائمٌ يُضاجِعُ حُلمُكَ
  أحلامَ أنثى غَيرِي
  لَعلّكَ ..جالِسٌ تَرسُمُ بِألوانِكَ المَجنونَةِ
  لَوحَةً لِأنثىً مُختِلفَةً عنّي
  لَعَلّكَ..تُريدُ اقتِسامَ فنجانِ قَهوتِكَ
  وَ أسرارَكَ وَوَ شوَشاتِكَ مَعَهَا
  لَعلّ..لونَ عَينَيَّ لَا يَروقُ لَكَ
  لَعَلّ..الزّمانَ والمَكانَ مُطَوَّبانِ لِغَيرِي
  لَعلَّ..نبرَةَ صَوتِكَ وَ عَبَقَ عِطرِكَ
  مُسَجّلانِ باسمِ أنثى غَيري
  لَعَلَّ..وَلَعلَّ..آهٍ تَعِبتُ مِنكَ!
  وَمن قَلبٍ مَحمومٍ بكَ
  يَهذِي بِاسمِكَ..
  أنتَ..يَامَنْ يَذوبُ اِسمُكَ
  فِي قَعرِ قَلبي كَقِطعَةِ سُكَّرٍ
  وَلستُ أدرِي ..
  لِمَ كُلّ دُروبِ الحُبِّ لَاتُوصِلُني لِقَصرِكَ؟
  لَطالَما انتَظرْتُكَ..
  وَحدَها عَقارِبُ السّاعَةِ تَعرِفُ هَواجِسي
  المَجنونَةَ بِكَ..
  وَحدَهُ الليلُ يُحصِي دَقّاتِ قَلبي
  وَوَحدَها اللّغَةُ دَفَنتُ سِرّي فِي بِئرِهَا
  وأنتَ. هاديءٌ…
  تُستَجدي الضّوءَ..تُلاحقُ الفَراشاتِ
  تَنتَقي لي زُهورَاً لايَصِلُني عِطرُهَا!
  يُنادِيني قَلبُكَ ولاأجرُؤُ عَلى المَجيءِ
  كَم مَرّةً حَاوَلتُ..وَفَشِلتُ!
  وَفي كُلّ مَرّةٍ كُنتُ أرجعُ مِن دَربٍ
  لَم أخْطُ فيهِ خُطوَةً
  أنتَعِلُ خَيبَتي وَ حُزني وَرَجائِي
  يَا أَمِيرِي..
  اِهتَرأتْ قَدَمايَ مِنْ أشواكِ الانتِظارِ
  فَكيفَ أَجِيءُ إليكَ
  تَعالَ أنتَ..
  " فَفَردَةُ" حِذائي البَللوريِّ عِندَكَ
    أحضِرهَا لِي..
  تَعالَ وَحرِّرْنِي مِن حَيرَتي
  تَعالَ عَلى حِصَانِكَ
  وخُلّصني مِن تَوَهَانِي فيكَ وَإليكَ وَبِكَ
  تعالَ خُذنِي إلَى قَصرِكَ
  لِأكونَ..جَنّتُكَ..وَوَطَنَكَ…

    ميَّادة مهنَّا سليمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...