الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

عليك نبضي يصلي _ عمار العزاني


عليك نبضي يصلي:



من شرفة الشوق حتى واحة الشجن

قلبي يفر إليك الآن من بدني


وليس إلاك هذا القلب يسكنه

إني أحبك في سر وفي علن


ما الحب قل لي إذا ما كنت مغترفا

من بحر طهركَ ما تجري به سفني


من لي بغيرك بعد الله يبهجني

لما بدا القلب مملوءا من الغبن


إني ذكرتك والدمعات تغسل ما

بي من أسىً فمآل الذنب للوهن


صلى عليك الذي سواك من وهج

يا مهبط النور في ذكرٍ وفي سننِ 


عليك نبضي يصلي كل ثانية

ما فاح من مكة عطر إلى اليمن


محمد خير مخلوق له انفتحت

عين السماء ، كأن الأرض لم تكن


يا سيد الخلق لي روح محلقة

ولي بذكرك أفياء من الفنن



عمار العزاني . اليمن 

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

النفاج _ نسرين محمد

نسرين محمد . السودان




النفاج:



مذ أخبرتها القابلة بنبأ حملها الذي تجاوز الثلاثة أشهر  ، كعادتهن ينتظرن فترة من الوقت تحت مسمى غياب ، حتى ينتهي الأمر بمقابلة داية الحبل الوحيدة في البلدة..

 بدأت في التخطيط لاستقبال طفلها وبهجتها الأولى

سرًا لطالما كان إظهار الفرح بالمولود الأول عيبًا كما هو متعارف عند نساءٍ هنا ، حتى و إن قُتل أمام عينيها لا ينبغي لها قول شيء ، وقد تقضي إحداهن عمرًا كاملاً دون أن تنطق اسم  طفلها الأول  تجدها تردد " أخوكم الكبير ، يا هو  ، كبير البيت ، سمي جدو  " من العُرف أن يسمى المولود الذكر باسم جده.. 

قضت الستة أشهر المتبقية في الاستعداد  ، أهمها دق الريحة ، وجمع قطع من الأقمشة الصغيرة ، خياطة بعض الثياب المتناسبة بالمولود أياً كان نوعه ، كانت تخفي سعادتها كما ذكرت 

حتى لا يُقال أنها لا تستحي   

تزامن ميلادي مع تحليق روح البقرة الوحيدة التي ورثها أبي من جدي 

كان لرحيلها أثر أكثر من صرختي تلك 

لأبي أربعة من نساء وعدد لا يحصى من البنين والبنات

قد ينسى شكل بعضنا والأسماء أحيانًا ، له ما يكفي من الأبناء 

لذلك كانت فرحة أمي هي الغالبة ، لم يكن يعينه من الأمر سوى كم من الخراف سيهدر للعقيقة 

يوم عقيقتي بكت السماء حتى سقطت بيوت القرية كلها

اضطر قاطنوها  لتركها 

قرأت عن الحادثة عندما بدأتُ في دراسة  أسباب ضعف الإنتاج الزراعي في  المنطقة عكس ما كان في السابق 

لقب الأرملة الذي لازمني لعشرين عاماً الماضية أراه في تلك الارض ، تشبهني أو أنا من يشبها 

 بعد موت ذلك العجوز

 وكتم الأمر عن  السُلطات   ، المحكمة كانت أسرية ، أخذ 

أهل القتيل عدد مقدر من الأبقار و انتهى الأمر

في البيوت المغلقة التي تتنفس عبر النفاج يمكن فعل أي شيء

القانون هنا حكم  كبير تلك البيوت ، لذلك الخلاص من حبل المشنقة سهل 

لكن الخلاص من السنة نسوة البلدة قد يأخذ العُمر كله وما بعده

تذكر 

أبي حادثة موت البقرة العزيزة والسيول ، هاقد حدثت كارثة أعظم  كان الخلاص مني هو الحل.. 

تائهة في سماوات لا أجيد قراءة مافيها من سحب متغيرة


  



أنتظرك _ إسراء سعد

أنتظرك 

إسراء سعد /مصر




 أجدل شعري جدائل كثيرة، 

أحلها جميعها ثانيةً.. 

و أنتظرك.


أفرط عدة ثمرات رمان

حبة.. حبة. 

ثم ألقي بها في القمامة 

أنا لا أحب الرمان..

و أنتظرك.


أصنع لك كنزة صوفيه 

بلون عينيك.. 

أتخيلك، ستبدو وسيماً

أحلها ثانيةً،

أضع كرات الصوف مكانها.. 

و أنتظرك. 


أخلع التقويم اليومي الذي بداخلي.. 

أُبعثر الأيام.. 

أُعيد ترتيبها في شرودٍ..

و أنتظرك. 


أسمع صوت خطواتك على الدرج.. 

أبتسم في لهفةٍ ثم تنحسر ابتسامتي. 

أفكر أنني سأريك آخر إنجازاتي، 

لقد حللت الحب الذي بيننا 

ولا أعرف كيف أعيده.. 

يأتي صوتك من بعيدٍ كأنه ضباب:

فيما أنتِ شاردةً؟


أستمر بالنظر إلى الطريق الطويل متمتمةً:

أنا

لم 

أعد

أنتظرك.




لا زلت أرقبها _ إدريس سراج

 لا زلت أرقبها

إدريس سراج. المغرب




شمس غرب سمائي

أميرة عذراء

ترجف

كلما لامسها غيمي

في دلال.


تتهادى

شرق صدري

تقصد قصرها.


السماء بحر

البحر سماء

و شمسي تشع 

في ثغرها.


تغيب كلَّ سفر حلم

هي أميرةٌ تلهو

في عينيّ.

همسها منتهاي

عاشقة معشوقة

مقبلة مدبرة

فرس يافعة

نورٌ و نار

ماء في سماء

سماء في ماء،

و أنا نار بينهما.


شامخة أميرتي

تلج قصرَها 

لتنام في صوري.


لا زلت أرقبها

حتى أغيب.




الاثنين، 19 أكتوبر 2020

المقصورة _ بقلم: فاتن فاروق عبد المنعم


المقصورة _ فاتن فاروق عبد المنعم _ مصر

 

تلك العيون الرانية، تتصدر رؤوس تلتوي تجاهنا حيث نكون، متطلعة إلى ألق، منذ أن كان يتقدم على مهل، ألقاه الله علينا من لدن حكيم خبير، نحمل الرسالة نجوب بها الأرجاء مبشرين ومنذرين، نتكيء عليها كما كل حاملي مشعل الهداية، فكانت لنا صولات وجولات أقضت مضجعهم، هم الذين كانوا يهدون الناس سبل رشادهم ولا يريهم إلا مايروا، فهبوا على قلب رجل واحد لينقضوا علينا فكنا لهم بالمرصاد ووقعنا باسمنا في صفحة الأمجاد، لفحت شموسنا وجوههم، وأحرقتهم فردوا مدحورين.

وفي غفلة منا تسللوا ينبشون القبور ويقلبون أرضنا الزاخرة، ليضعوا أيديهم على موطن قوتنا، بعد أن رأوا طريقتنا المثلى في التدوين، بأن نلقي فسطاطنا حيث حطت أقدامنا بهدي متن إلهي، كأننا نمتطي الريح لنصبح في الصف الأول، فبهرنا العدول الذين أشادوا بفعلنا، وأوغرنا صدور الحاقدين لتضطرم النار فيها، فعزموا على وجوب حلولهم بيننا.

وفي غفلة أشد وأنكى، بعد أن ميلنا إلى الدعة والاسترخاء وخالفنا هدي الأول تكدرت سمواتنا ورانت الظلمات على قلوبنا فأسملت عيوننا وضللنا فإذا استفقنا وحاولنا رد الصائل ألفينا أنفسنا في مرج التيه.

نبحث عن باب الخروج، والمزلاج بأيديهم، أرهقهم التدافع، تركوا المزلاج ليفتح الباب على مصراعيه، ليقودنا من صنعوهم على أعينهم، أبواقهم بيننا، اطمئنوا لكونهم سيبثوننا كل ما أرادوا، رسلهم بيننا، فعلوا بنا ما لا يخطر لهم ببال، تلك المسوخ، في ظاهرهم منا وماهم منا.

بنورة شفيفة، مكعبة تبين ما بداخلها في واجهة المتحف بالخارج فوق قاعدة حجرية كبيرة عالية ليراها الكل في غدوهم ورواحهم، لتأصيل محتواها في داخلنا، صنعوا الشخوص الممثلة داخلها على أعينهم، عنوا بتكوينهم كما أرادوا، كأنهم ارتسموا سمت كل منهم بالشكل الذي يرضيهم.

كأنها متحف مفتوح، متاح للكل، هؤلاء الذين رحلوا بأجسادهم فقط بينما هم مليء السمع والبصر، سيرتهم تحفل بها مختلف الشاشات والإذاعات والكتب المدرسية، والقائمين على هذه الوسائط مذعنون، ليحفرونهم داخل البراعم والطلائع، فيمتزجوا بمكونهم فلا ينفصلون عنهم أبدا، صانعهم يراقب المشهد ويصيخ السمع خشية الانفلات من قبضته.

ونحن دائما مفتنون بصنعة الآخر، لأنها الأجود، حتى البشر، كل منتجهم مرغوب فيه، النساء تتوق للبشرة البيضاء والعيون الملونة والشعر الأشقر، فتلفظن ألوانهن الطبيعية وتلجأن لما يحقق لهن مبتغاهن.

الصانع يرانا كما أراد فيطمئن داخله، كلما لاح له من بعيد ما يشير إلى انفلاتنا أسرع لتدارك الأمر.

ثبات الأحوال يشي بالاستقرار المأمول لهم، مازال الكيانات التي صنعها في بلادنا ترقد بين الثريا زيفا وعنوة، أطلق عليها كنيات نرددها ونرتضيها.

عكس السائد يصرحون بالحق والحقيقة، فيراهم الصانع العبد الآبق، والآبق لابد من عقابه، فيقبر حيا وميتا ولكن هيهات هيهات، يأبى الله إلا أن يتم نوره.

هيئة الأرصاد تعلن عن حرارة الجو الخمسينية في الظل وتحذر من الخروج وقت الظهيرة أو التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة.

البنورة المغلقة تحيط بها الشمس من كل الجهات والشمس بمكونها الهائل فضاحة، البنورة تحبس الحرارة ولا تسربها، تماثيل الشمع تبدأ في الانصهار التدريجي حتى تسوى بالأرض، بألوان كثر متداخلة، خمس وستون فقط هي درجة حرارة انصهار الشمع، صنعة الآخر رديئة، هذه أول مرة يدرك فيها العامة والدهماء أن صنعة الآخر رديئة يمرون من أمام المقصورة مذهولين، جحظت عيونهم وفغروا أفواههم غير مصدقين.

قام العمال بحمل أقراص الشمع مختلطة الألوان والتي تجمدت ليضعوها في سلال القمامة ثم هرعوا إلى تماثيل أخرى بالداخل بين الجدران والأبواب المعتمة، لا يراهم أحد ولا يعرفهم العامة والدهماء، مصنعون من معادن مختلفة، متدرجون في الجودة والقيمة، يتراوحون بين النحاس والبرونز والذهب والفضة وقليل من الماس، يعلوهم التراب لتغيبهم القسري.

قاموا بمسح الأتربة فتجلى بريقهم للعيون، هذه الكيانات صنعت على عين أجدادنا الذين خرجوا من أرضنا الخصيبة، الرحم الأول.

الصانع ممتعض، صرحه ممرد يشف عن ما بداخله، لم يكن بحاجة لأكثر من خمس وستين درجة ليتهاوى، الشمس هي أصل الحياة على الأرض، والأصيل لا يتبنى الأكاذيب.

الاثنين، 12 أكتوبر 2020

صرخة ) بقلم عمار بحلاق . سوريا

( الصرخة): بعد أن ادركت أنها علي وشك مغادرة البر وأن المركب لاح من خلف الضباب يقوده أشخاص من نور أمسكت دفتر مذكراتها وهرعت إلى أجمة الياسمين وانكبت على الأرض تحفر بكلتا يديها في التراب لتدفن ذكرياتها بين الجذور . اقتربوا بكل هيبة منها؛ وأمسكها اثنان نوريان من إبطيها وقاداها باتجاه الشراع الأبيض. لم تلتفت بينما كان المركب يشق طريقه عبر الضباب. ومنذ ذلك اليوم يسمع الناس كلما هبت الرياح صراخ أنثى بين أغصان الياسمين.

السبت، 5 سبتمبر 2020

وطن_ عمار بحلاق


 وطن. عمار بحلاق. سوريا

 رتّب أدواتِه وألوانَه بعنايةٍ فائقةٍ؛  ونصب حاملة اللّوحة أمامه.

الجرف الصخري يطلّ على وادٍ أخضرَ يلاحق فيه الأطفال فراشاتِ الربيع بين أزهار السوسن والأقحوان بينما تمتدّ زهور الشقّار الأحمرَ على خطّ الأفق الناعس.

استنشق ملء رئتيه؛ وهمّ يرسم عينيها.




آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...