الأربعاء، 10 يونيو 2020

امرأة الفضة: بقلم سوسن الغزالي . سوريا


                        سوسن الغزالي  . سوريا 


امرأة الفضة: 


الفرح الوشيك
أضاع بالأمس الطريق

لم يكن كافياً ما رششته من ماء الحكاية
لأبلل غبار الأقدار المتطاير تحت أقدام الذاهبين
في الزمن الجاف
فربما يصير الحطاب  .. أميراً
ويعيد للحياة أخطائها
كهدية مغلفة بأشرطة من حرير.

**********************

لم  تلح لي النهايات المفرحة
حزينة حينها
 كما هي الآن !
كان يوماً
مكتظاً بأبيض الكلام الممتد
خلف سور وحدتك
كنت  أمشي طريق حزنك إلى آخره
وأضمد جرحك النازف دمي إلى آخره
"أغمضي عينيك" قلت لي :
و دعيني آراك ملء يدي
كي أصدق أنك أنت و لست آخرى من خيالي المسافر  إلى أقصاك  !
كنت تتلذذ آخر مذاقات الفرح التي تضل أبداً على وشك التلاشي !
كان حضورك مضبوطاً  بمواقيت  الغياب
وكان علي أن أنتظر !
و مقصات االانتظار تجز أعشاب قلبي !

كان علي أن ن أرتب لك جسد الليل سريراً وأعطره ببخور الكلام  !
لتخلع عنك النهار و الجرح القديم !

أنت لم تغفر لي
حين استردت من وجهك وجهي 
ومن رؤاك رؤاي !
لم تغفر  خوف النساء الكثيرات في دمي
ولم تنتبه لهمومي كصغار القطط  تلتف حولي !
ولظل امرأة-  قتلت مرتين في حياتين سابقتين-
يتبعني أينما ذهبت ! 

*****************

امرأة
ترقص لموسيقا مرمية في الهواء
تغريها
الأرصفة وما عليها من غناء
وبقايا الأوقات المتروكة
دون انتباه .
ومقاعد فرغت من أصحابها في المساءات
الباردة ..
ونظرة تعبرها كمقصلة
تشتهي لو تتشرد لتبقى وجهً بلا اسم أو عنوان

امرأة تعشق الموت و الفضة
وحكاية ما قبل النوم
ليست امرأة من خيالك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...