الجمعة، 13 مارس 2020

( أسلاكٌ معريةٌ لتوصيل الشغف ) بقلم عبدالله حسين المحامده . الأردن


                                                          عبدالله حسين المحامده . الأردن


( أسلاكٌ معريةٌ لتوصيل الشغف )

في ذاك الصباح لم يكن كالمعتاد
لم أشتم رائحة الورود!
ولم أسمع زقزقة العصافير!
ولم أرَ الابتسامة على وجه عامل النظافة!
التي اعتدت أن أراها كل يومٍ مع تراحيب همشية
 أصبح صوت فيروز غير مألوفٍ لي في الصباح،
 حتى كاسة القهوة لم أشتق لرائحتها!
لم تصلني مكالمة صديقي التي اعتدت أن أبادئه في الحديث وبعض الدعابات والضحك والمزاح،
 حتى أصبحتُ منزعجاً بعض الأوقات
 من مكالماته المتكررة في الصباح الباكر،
يظن أنني غرقت في النوم طويلاً
 لكن لا يعرف أنّني أتجاهله بعض الأحيان،
حقاً اشتقت لمكالماته ومزاحنا.
 يا ترى هل تغيرت رائحةالورود؟
 أم أن العصافير تبقى نائمه!
أم أن عامل النظافة طغت عليه الهموم
 وأجبره الجوع ألا يفكر بغير لقمة العيش؛
 فمحيت ابتسامته بعد أن كانت تملئ الطرقات بالحب والحيوية،
 ولمَ لا يلقي تراحيبه عليّ؟
هل هو منزعجٌ مني؟
 لا أذكر أنّي أذيته بكلمة أو نظرةٍ قاسية.
كلُّ ما في الأمر أنّ شيئاً أحدث ثقباً في شغفي؛
فجعل منظوري للحياة من جانبٍ بعيد،
 وبدأ الثقب يتّسع مع الزمن حتى عمّ الأجزاء المتبقية وأحدث سواداً مخيفاً
 فلم أعد أرى ما كان يحلو لي من الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...