حسين الضاهر . سوريا
من سلسلة: (لمن يود المرور )
عن السوري
(1)
بقدم وحيدة يفلي رأس مدينتين
ببصمات غريبة يحاول إضاعة الحاضر المستمر
بعكازين يرتق جراح الماضي
كان حصاناً
إلا أن قذيفة شرهة التهمت قدمه
وتجشأت غباراً في وجوه أخوته الصغار .
في شارع أشعث مر
فوخزته نظرات جماعية،
استراح عند ناصية الحزن الضيق
وأخذ ينتزع النظرات من فراغ بنطاله
شوكة .... شوكة
(2)
قميص أبيض
مصلوب على شجيرة الغياب
كان قفصاً لعصفور في وقت السلم
صار راية للاستسلام
(3)
سقوا الذكريات لمرة أخيرة
تفحصوا هوياتهم لمرات عديدة
أقفلوا الأبواب بسلاسل حديدية
وعند الحاجز الأول تذكروا بأنهم نسوا أنفسهم هناك
(4)
عندما فرغوا من الحرب
غسلوا أيديهم ثلاث مرات من الرثاء والكافور
وعادوا إليكِ
لم يكن بينهم
ظل يهامس الحزن الجاثم على كتفه
كقرصان بلا كنز أو يابسة
(5)
إن كانت تلك البلاد دريئة كبيرة للتمرن على القنص
فلا بد أن الثقب في صدره
بفعل رصاصة عاقلة
(6)
يقول :
كلما ظننتها خمدت
نيران المعركة
يتطاير الشرر من تلفازي الصغير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق