بشار عتو . سوريا
( الحياة تجري سريعاً )
في إسطنبول لاشيء يحدث لي،
الحياة تجري سريعاً
بينما أنا أجلس في غرفتي مبرراً أنها أكثر الأماكن طمأنينة
هنا لا أحد يقودني لمراقبة نفسي
أحب الكلام..
أفعل هذا معي،
أقوله لي
************
أغلق الباب، النافذة، أطفئ الضوء
كما لو أنني أزيح العالم
كي لا أعرف أنني وحيد
كي لا أنتبه.
************
أبدأ حديثي مع السكون
أعلّق شجرة على الجدار
أوقف الوقت
هنا لا أنتهي من الدهشة
هنا أتبع النشوة التي تحدث في الزوايا محدقاً في العتمة الطويلة
هنا ثمة أشياء لا تنتهي، نساء لطيفات، ورفاق يحبونني
ولا أحد يضجر من كلماتي الكثيرة.
****************
أجلس عارياً أمام الأشياء
حتّى شركاء السكن يشبهونني بشكل ما
لنا نفس تسريحة الشعر
كلّنا سيّئون بدرجات متفاوتة
نستطيع أن نكون على درجة بالغة من التفاهة
التفاهة التي لا تؤذي أحداً
التفاهة التي تصير سعادة حقيقية
أحياناً.
***************
جميعنا ننام على سرير واحد،
جميعنا نتمدد عراة على البلاط.
في حين يعود الوقت للعمل
أخرج من رأسي
من جسدي
الذباب يدور في الفراغ "مثلي"
الفراشات تنتحر من الضجر "مثلي"
العناكب تحب البطء "مثلي"
الأسماك هم أشخاص أحبوا الغرق "مثلي"
في حين أنتظر الغياب
أجمع أيادي العاجزين
لنقطع الوقت بمنشار
في حين أدخل رأسي، غرفة العتمة الطويلة حيث الأشجار تكبر على الجدار.
**************
كل العاجزين عن الحياة اصطحبتهم معي
أربت على أصابعهم القليلة
ونضحك للسذاجة العائدة من العدم
ونبكي من الوقت الذي يعود للعمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق