سمر معتوق . سوريا
(وسط الضباب)
بردٌ شديدٌ راحَ يُمسِكُ لي يدي
و الصبح مَكراً جاءَ يُخفي سِرّهُ
ساقُ النهارِ هنا ثقيلٌ نقلها
عن ألفِ حُزنٍ لستُ أُتقنُ جرّهُ
و ركضتُ نحوهُ كالكفيفِ إذا رأى
بعد السوادِ ضياء أمّهِ مَرَّهُ
في شارعٍ وسط الضبابِ شعرتُهُ
ما زلتُ أذكُرُ كيفَ يَذبحُ عطرهُ
و دوائر الدخانِ كانَ هبوبها
ريحٌ مِنَ الأنفاسِ ذاقت سحرهُ
ما فارقت بينَ الفصولِ موانئي
إلّا بموجٍ عادَ مِنهُ و زارهُ
صوتُ الخُطا رقصُ الطريقِ جنوننا
أرشيف ماضٍ لا أُبارحُ ذِكرَهُ
ربّاهُ كيفَ أعادني بدقيقةٍ
طِفلًا يُضاحِكُ في الدُّمى ما سَرّهُ
يمحو دموعًا كانَ يشكو ملحها
مُتنهّدًا و السعد يعلو بدرهُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق