الجمعة، 27 ديسمبر 2019

( لا دليل على ماتضمر مخيلتي ) بقلم كوثر العقباني . سوريا


                        كوثر العقباني  . سوريا


( لا دليل على ماتضمر مخيلتي )

الجيران المقابلون لبيتي يلوحون لي بأيديهم
وأنا أدّعي العتمة ولا أشيح بوجهي عنهم
فينعتونني بالعمى وقلة الذوق
أرفع كتفي كإشارة على لامبالاتي
لا طاقة لي للابتسام
فقط أغمض عيني وأشهق الحياة
بطريقة معلمي الطاقة المستجدين
ثم أحرر صدري من الهواء
الهاتف يرن ، فيقطع خلوتي
أرفع السماعة وأتركها تتدلى
أرى الكلام يسيل على الأرضية
كلمات تقفز وأخرى تصرخ
وأخرى تلعن وتشتم
أضع ساقاً فوق ساق
وأتلذذ بصوت الشتائم
وأضحك... أضحك كثيراً
إذ لا مفر من الهزيمة
هذا مايقوله المشهد
أحاول إعادته بأسلوب آخر
وأعيد الحوار
السماعة تتدلى
الكلام يعبر مسرعاً
أسمع صدى أقدام المتصل
تضرب الأرض بعصبية
فأعود لأضحك...
صوت الضحك يرن في أذنه ربما
فيعود ليشتم من جديد
لا أعير المشهد أي اهتمام أيضاً
أحرك قدمي للأعلى وللأسفل
أدندن بأغنية هابطة
تتحدث عن البلاد
والشوارع والبصاق والقمامة
عن لون الأسوار
عن روائح الخمرة الفاسدة
عن ارتفاع معدلات البطالة
فأبكي... أنتحب
أتكور على ذاتي
وألعن
أشتم
أبصق
وأنام دون مخيلة
دون حلم
فقط النوافذ أشرعها للعتمة
لا دليل على ما تضمر مخيلتي
حيث إني أستبدل ستائر نوافذي المخملية
بأخرى شفافة
وبذلك أسمح للظلام الحالك أن ينبعث عبرها
فيبدد ضوء الحقيقة الذي يبهر عيني بسطوعه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...