د. وفاء قصيباتي شحرور
( نصف ذاكرة )
عاطلةٌ أنا عن كل المشاعر
لواعج الحب التي اعتدتها تثور بين خافقي، خبَتْ جذوتها وضمرَ بريقها.
أي زهدٍ في الحياة وصلت إليه؟فلا عاد صوت البلابل يغري سمعي، ولا استنشاق الهواء يؤثر في رئتي " شهيق وزفير ".
هي الآلية التي يعمل بها صدري دون أن يستلذّ بانتعاش الأوكسجين .
وأذناي ماعاداتا تهتمان ل" القيل والقال" ،ولا ذبذات النميمة.
حتى ترانيم العشاق وأساطيرهم الخرافيه لم تعد تثير في خافقي الرغبة بالعشق .
كل لونٍ أصبح باهتاً، وكل قلم رصاص صار ألماً يصيب قلبي بالرصاص.
قلم الحبر الذي اعتدت على سقياه كل يوم جفّت عروقه ، يبست ريشته عندما رأيته آخر مرة كان يحتضر ، ولم أستطع أن أجري له عملية تنفس اصطناعي وكيف لرئاتٍ لا تأبه لمعنى الأوكسجين في صدرها أن تهديه لغيرها؛ فاقد الشئ لا يعطيه.
صديقتي الورقة عاتبتني ، خاطبتني مؤخراً خطاباً شديد اللهجة بعد أن هجرتها حروفي،
حتى تأنيبها لم يؤثر في ضميري، لم يحرك شيئاً من أعضائي النفسية العاطلة تماماً عن الشعور .
أي خذلان وصلته مع أناي؟
أيّ حال يرثي لحالي؟
لم أعدْ أكترث..
لم أعد أستشعر موطن الآلام من جور السياط على جسدي ..
لأني أعيش بقلبٍ لا ينبض بانتظام
ونصف ذاكرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق