السبت، 21 سبتمبر 2019

( وأهرب إلى قلبي) بقلم رانيا ربيعي . الجزائر


                          رانيا ربيعي  . الجزائر 


( و أهرب إلى قلبي)

في حلقي آلاف الصرخات العشوائية المكتومة..
وفي رأسي صفارات إنذار جهنمية، وقنابل موقوتة تنتظر وقت انفجارها ..
في دماغي تعيش آلاف الأرامل، يرثين أزواجهن مع طلوع كل فجر .. وقتلى يبدؤون تسكعهم مع حلول ظلام كل ليلة ..
في أعماقي يعيش الملايين من الأطباء النفسانيين المجانين، يعبثون بآلات الصعق الكهربائي، فيكهربون أفكاري داخل جمجمتي!
في عقلي دبابات وأسلحة، ونوتات بيانو سحرية..
في عقلي يعيش متشردون ومتسولون، وعائلات برجوازية ببطون منتفخة!
في رأسي تدور الأفكار وتتراقص، وترتفع الخيبات وتتساقط، وتحلق الأحلام وتقتل رمياً بالرصاص!
أما قلبي، فتقطن فيه آلاف الأغاني العذبة والسمفونيات الحالمة والنوتات السحرية، تنتظر قدوم آذان تسمعها..
في قلبي يعيش ملايين الأطفال، يغنون ويقفزون محاولين لمس الغيوم الوديعة..
ونساء تخيط من خيوط الشمس أثوابا..
في قلبي هناك مزارعون وفلاحون يقبلون البذور فتزهر وتثمر لتغلف قلبي وجسدي ..
هناك قيثارة بيد ملاك، وآلات موسيقية تعزف مختلف الألحان.
ويعيش في قلبي ناس ديانتهم الإنسانية، ومعتقدهم الحب وشريعتهم التضحية والتسامح..
هنا في قلبي، أحلام طاهرة، وأمانٍ نقية، وأوهام تعانق عمق السماء..
فلا تسألني أبداً:
 لمَ أهرب إلى قلبي في كل مرة ؟!

هناك تعليقان (2):

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...