السبت، 3 أغسطس 2019

( قديد الأمنيات) بقلم الأستاذ سامر كنجو . سوريا


                           سامر كنجو  . سوريا 

( قديد الأمنيات)

حملتُ على رأسي جثتي..
وأربعين عاماً يابسات..
مثل حطب المدفأة في ليل كانون سوداً..
 مثل رأس جبل يراه غريبٌ.. تائهٌ..
كان ذات يوم يعمل حمّالاً بين قافيتين..
 استجمعتُ.. ما لديّ من انشطار كنتُ خبّأته
في ياقة القميص
 (علماً أنني لم أرتدِ قميصاً منذ صمْتُ عن المَخيط.. ذات إحرام..)
هتكتُ سجف الظلماء عن ماردي أججته بـ.. استحضار صورة (الأراگوز)
 الذي كان سبباً في تقديد أمنياتي وتعليقها كما جرزة ثوم..
 أو ياقوتة على بقايا رقبة أنثى
 كانتها ذات اخضرارٍ هذه المومياء الماثلة أمام انعكاس صورة(لإلهٍ) جاءته برقية إقالته..
وما زال يلوب في رأسه دهرٌ..
 كان فيه خيّالاً..
 دون أن يمتطي صهوة ذبابة..
ها. . جاءني غراب .. واعجبي من ارتدائه لغة العصر المموّهة..
ها.. يشرب من(دبّيّة) رائحتها مثل يانسون هرِمٍ في دكان عطارٍ عتيق..
 ما إن ذهب إلى الحج.. يطّوّف بالبيت العتيق.. حتى أوى الفتية إلى حانوته يغتالون دهراً من الشغف..
 يدخلون قطاراً من الذكريات في تابوت عجوز.. ويفردون الهباء ستاراً..
 بينهم.. وبين أخصائي الحنين أفرغتُ حمولتي تحت عين الشمس
ورحتُ ألملم إشعاعها
ألقيه بفوضى على ما غاص مني في قرارة الأيام
 وأعود عارياً مني..
 ومن أربعين دهراً..
 هي رصيدي كله بين أصابع الأيام.

هناك تعليق واحد:

  1. صور بيانية فريدة و بلاغة شعرية ممتعة
    دام الألق و بورك المداد و حقق الله لك أمانيك عذبة طازجة

    ردحذف

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...