الجمعة، 30 أغسطس 2019

(مشاهد) بقلم سهام الدغاري . ليبيا


                           سهام الدغاري.  ليبيا 


(مشاهد)

(المشهد الأول)
وقفت بالشرفة ، اخترقتها نظارات الجار الشاخصة ، لملمت أطراف ردائها ودخلت.
تكرر الموقف أياماً عديدة ، اشتكت لزوجها الذي هاج وماج ، هدد وتوعد ، ثم خرج من البيت مسرعاً ليدق عنق ذلك الجار المتحرش بزوجته .
عند كل ثانية كانت تمر ولم يفتح فيها الجار الباب كان طرق الزوج يزيد قوة وغلظة حتى كاد أن يقتلع ذلك الباب المرتعد تحت ضربات قبضته الضخمة
بالكاد فُتح الباب ليظهر الجار متمتماً بكلمات اعتذار عن تأخره ، الكلمات التي لم يسمعها الزوج لأنه كان مأخوذاً بمنظر عينيْ الجار الكفيف .
(سوء ظن)

(المشهد الثاني)
كانت تقف في المطار بكامل زينتها التي ادخرتها لخمس سنين مضت لمثل هذا اليوم
عيناها معلقتان باللوحة الإلكترونية المعلنة عن وصول الرحلات
تشعر بأن قلبها يكاد يهوي من فرط الفرحة و انتظار لقاء عاشت لأجله سنين طويلة ، تسمرت حيث كانت تقف ، حين لمحته من بعيد وهو يشق الزحمة ليتجه نحوها
كانت تريد الارتماء بين ذراعيه غير أنه بادرها بأن مد لها كفه اليسرى للمصافحة
فعلى يمينه كانت زوجته متشبثة بذراعه بقوة .
(خيانة)

(المشهد الثالث)
في المقهى كانت تجلس منتظرة ، فصاحبها أكد لها حضوره ، لهفه للقاء كان يفضح مشاعره التي لم يُفصح عنها ، كان يشدها شيء لاتعلم كنهه ، فقط كلما رأته كانت كل دفاعاتها تسقط تِباعاً . لم يسبق لها أن اختبرت هذا الشعور مع رجل .
الوقت يمر بطيئاً وهو لم يحضر ولم يرد على أي اتصال منها ، قلقت ، خافت ، وباتت تتنازعها الشكوك ، فصارت مشتتة بين قلقها وكبريائها المجروحة .
هي هنا في قمة احتراقها
وهناك على الطرف الآخر هو مع أخرى في قمة انتشائهما.
(خيبة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...