دعاء يونس . سوريا
( إنّها الساعةُ الثّامنة )
شارعٌ مقفرٌ لم يزل ينتظر
وزقاقٌ تمرُّ بهِ قططٌ هاربة
نهشَ الجوعُ أجسادها فمضت
والهواءُ يردُّ إلينا الصدى
إنّهُ نسيَ اليوم
كيف كانَ كلام البشر
دربُ مدرسةِ الحيِّ ما عاد يفرحُ عندَ الصباح
حفرٌ ملأتهُ
زجاجٌ مكسّر
وصمت....
فرنُ حيّي الصغير المكسّر
رغيفٌ طهاهُ الزمانُ
ومن دمِ صاحبهِ
قد تقمّر
إنّهُ حيُّنا
وهي الساعةُ الثامنة
طلاءُ البيوت غدا أسودَ
والرصيفُ تغيّر
لا صباح هناك
ولا وقت
كلّهم لم يعودوا هناك
ذلك الفأرُ أيضاً
لم يعد في الأزقّةِ يهربُ
أو يختفي في البيوت
إنّهُ مثلهم
قد رحل
كلّهم رحلوا
والزمانُ تقاعدَ عن شغلهِ
إنّهُ حيُّنا
وهي الساعة الثامنة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق