الخميس، 20 يونيو 2019

( لغة جديدة ) بقلم هيثم الأمين . تونس


                         هيثم الأمين  . تونس 

( لغة جديدة )

سأُعلّم أصابعي لغة جديدة
لغة لا تشبه أيّة لغة في العالم
لن تشبه الموسيقا
و لا الرّسمْ
لن تشبه الصّراخْ
و لا ابتسامة عاشقينْ تبادلاها بعد قبلتهما العميقة الأولى
لغةٌ
لن تتورّط في مأزق الشّعرْ
و لن تدنّسها عقد القصص الطويلة
و لن تتبوّل شبقها، عليها، الخطاباتْ
لغةٌ
لن تشبه عويل الرّيحْ
و لا تطفّل قطرات المطر على زجاج النّوافذْ
لن تشبه، أبداً، ضجيج المدن
و لا هدوء القرى النائية التي تحرسها الثعالب و الذئاب
لغةٌ
لن تحمل على كتفها الأيسر إثم  الكلمات البذيئة
و لا كلمات تُبدُعُ في الشّكر و المحاباة
سأعلّم أصابعي لغة جديدة
لأكتُبَ حبيبتي فتفهم مباشرة أنّي أقصدها وحدها
لأكتُبَ، رغم ترفي، عن الجوعْ
فيشعر كلّ من قرأ لغتي الجديدة بالجوعْ
لأكتُب عن الشجرة و النّهر و العصفور
فيتحوّل كل من يقرأ لغتي شجرة أو نهراً أو عصفوراً
و لأكتُبني
فأراني بشكل واضح جداً دون أن أحتاج لمرآة أو لبركة ماء أو لعيون امرأة تحبّني.
سأعلّم أصابعي لغة جديدة
لغة لا تشبه أيّ شيء
و لأبتدع لغتي الجديدة
أحتاج أن أكون إلهاً
و لو صغيراً
و بما أنّي لستُ إلهاً
سأكتفي بدسِّ أصابعي في أدراج الصّمتْ
ثمّ أواصل الكتابة، عن حبيبتي، بلغة تخلط كلّ النساء في قصيدتي
لغة لا تتوانى عن التورّط في الشّعر
و تعتبر عقد القصص ضرباً من الإبداع
و تتبوّل شهوتها كلّما لعق فرجها خطيبْ
لا بأس
لا تغضبوا منّي
فهذه اللغة التي أكتب بها - الآن-
تُبدعُ في اختراع الكلمات البذيئة
كما تبدعُ في كتابة الأشياء جافّة كحلق جثّة
هل أعجبكم النّصْ؟
إن نعم، فأنا أهديكم كلّ قواميس الشّكر
فلا تبخلوا على نصّي بكل عبارات المحاباة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...