يوسف حسن احسنة . سوريا
(تحت سماء)
لا تنْظُري
فَجَوارحي حُبْلى بألحاظٍ تعتَّقَ سِحْرُهَا في خافقي
لا تُشْرقي
فَكَواكِبي أَخْشى عَليها مِنْ فَنَاءٍ مُبْرَمِ
يا ثَغْرَها، عُمْرٌ مِنَ القُبلاتِ ضاعَ بِصَمْتِهِ!
لا تُسرفي
هَذا دَمي المسْفوحُ هَذا خِنْجَري
هُزّي جذُوعَ الموتِ تُشْرِقْ بَسْمَتي
لا تذْكري
كَانوا بِعمْري وردةً ومنارةً
الشمسُ تُشْرِقُ في مُحيّاهُمْ وَتَغْزِلُ حُلْمَها
قُتلوا بأيدي الغَدْرِ طَعْنَةَ غاصبِ
رَحلوا، ونارُ الثأرِ تَسْري في دَمي
كانوا بِعُمْري المبتدى والمنتهى
لا تحْقدي
عَيناكِ أَجْمَلُ وَرْدَتينْ
أَحْيَتْ قُلوباً بَعْدَما تاهتْ بليلٍ مظلمِ
وَضَمَمْتني فالموتُ يزرعُ فجرَهُ في خافقي
لا تقتليني، جُرْحُنَا يقتاتُ مِنْ طَعَنَاتِهِ
مُدّي الجراحَ وعانقي آلامَنا
إنّ الجراحَ تموتُ حينَ تُهانُ
وقتلتها وقتلتهمْ، ما كنتُ يوماً فاعلاً
إنّ الدماءَ تصانُ حينَ تراقُ
ومددتُ للموتِ القريبِ مَخاوفي
يا سيفيَ المسلولَ صبراً علّهُ
تتقاربُ الخطواتُ فيما بيننا
عُمْرٌ مِنَ الآهاتِ عَرّتْ دَمْعَهُ
وقتلتني، والسيفُ غادرَ غِمْدَهُ
تاريخُ مَوْتِي في خناجرِ غَدْرِهِ
يا سيدي، يا واهبَ الثوراتِ
فَجْرَ شُموخها
أَطْفِئْ لَهِيْبَ الثَأْرِ في تاريخنا
واكتبْ سُطورَ المجدِ حيث تطالُ
أوقف نزيف دِمَائنا
واصهرْ عَذاباتِ السنين بشمسِ أفراحٍ لنا
وحّدْ مرارةَ موتنا وخلاصنا
وقيامنا
أُعْرجْ بنا
لنعيشَ تَحْتَ سماء...
قصيد بديع تتعانق فيه الصور والتراكيب كتعانق الفراش مع زهر الربيع
ردحذفبورك النبض الساحر