الخميس، 4 أبريل 2019

( حرية ) الشاعر محمد المتيم . مصر


                           محمد المتيم.  مصر

حُرية


وأنا أضُمُّكِ
كانَ شَحّاذٌ يُغَنِّي للحياةِ
وكان جُرذانُ العَقيدِ يُبَخِّرونَ السُوْرَ
بالغازِ المُسَيِّلِ للهُتافاتِ:
انتصرْنا يا رفاقُ على المُدَرَّعَةِ العَجوزِ
وأَيْنَعَ النَّعْناعُ في الشُرُفاتِ
سَرَّحَتِ الصبايا شَعرهُنَّ
فطارَ في الجوِّ اليمامُ
فها هنا والآنَ: فلتحيَ الحَياةُ
وتُفتحِ الأبوابُ
ولْتَعْرَ الهَواجسُ مَرَّةً.
الأرضُ ضيقةٌ على الشعراءِ
والثَوَراتُ أوسعُ
والبنادقُ حُجَّةٌ بُهِتَتْ
فقال الناسُ ما قالوا
وناموا في حِراسَةِ حُلْمِهِم
وأنا أضُمُّكِ
سوف تبرُدُ قهوتي خجلًا؛
تَوَهَّجْنا،
وقال الليلُ ليْ:
افترشِ السَّحابَ،
وضمِّد الغيمَ المُعَدَّ لعاشقَيْنِ من الصَّباحِ !
السُّلَّمُ الممشوقُ في أرضِ الموسيقى جاهزٌ
كي تَصْعَدي
اسْتَنِدي على كَتِفي
وَحَيِّي رُفْقةً رَقَدوا هنالكَ
في انتظارِ أحبَّةٍ
مالَ الزمان بهم فمالُوا..
وأنا أضُمُّكِ
نامَ في صدري لهيجُ الطيبينَ
وقال مولانا: أقيموا الذكرَ
طُوِّحَت العمائمُ في بياضِ الثلجِ
وانفلَتَ المجاذيبُ السكارى يخبزونَ الغيبَ
هل هذي "دعاءُ" على امتدادِ الذِكرِ تبدو ؟!
رَنَّمَ المَدَّاحُ :
يا ليلى افتحي الأبوابَ
يا ليلى.. المُتَيَّمُ واقفٌ
وأنا أضُمُّكِ
ربما ضلَّ الحَواريّونَ
واهتَدَتْ الشياطينُ
استحالتْ وردةٌ جُرحًا
وأغفى خنجرٌ في حِضنِ أغنيةٍ ليهدأَ
أخفقَ الشَّيْبُ المُبجّلُ
والعيالُ يُجَرِّبون
يُجَرِّبون بحَدسِهم ماءَ الغوايةِ
واستمدَّتْ آيةٌ إعجازَها
من مُعجَمِ الشعراءِ
وافتُتِحَ الكلامُ بأنَّ ما سنقولُ وهمٌ
هكذا وأنا أضُمُّكِ
ربما يَصْحو التناقضُ في ضميرِ الكونِ
فلسفةً وحسًّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...