السبت، 30 مارس 2019

فلاح عربيّ . عارف بن منصور. اليمن


                       عارف بن منصور . اليمن 
خاطرة:   فلاح عربيّ 

في قريتنا العتيقة
لا يوجد شيء اسمه:
مول أو مركز تجاري
أو معهد علمي، ومدرسة خاصة
يجلس في كرسيّ الصف
 أكثر من خمسة طلاب
نأخذ الدرس أو الحصة
تحت خيمة
وتحت ظلّ شجرةٍ مُثمرةٍ
 لم تتساقط أوراقها
مشفى المدينة الذي تعمل فيه تلك المُمرضة الفاتنة صاحبة العيون الزرقاء
والشعر الأشقر
يبعد عنا أكثر من مائة كيلو
حتى المريض
 يلفظ أنفاسه الأخيرة
قبل وصوله للمشفى
طريقنا جبلية وعرة
لا تعرف الإسفلت
لا يوجد محلّ كوافير حتى تتزين جميلاتُ القرية
فهن جميلاتٌ من غير
 مساحيق الميك آب
ابن الجيران الذي أتى من الغربة بلبسِه الأنيق
وربطة العنق
وشعره المسرح المُنفرد
وحذائه الجديد اللامع
 باللون الذهبي
 ونحنُ أطفال القرية مجتمعون حوله يحدثنا
عن تلك المدينة وأنوارها الجميلة في الليل
وازدحام السيارات
وعن رفاهية أهل المدينة وعيشهم الرغيد
وعن مشاهدة التلفاز
عن عدنان وليناء وماوكلي والكابتن ماجد
ونحنُ مذهولون متسمرون
أمام هذه الأحاديث التي لم نسمعها من قبل
فقط نحنُ البُسطاء
أطفال القرى
على شكل واحد
 وهيئة واحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...