زعموا... ولكِنْ!!
***
زعموا أنَّ مليكَنا أسدُ
وتسابقوا في الوصفِ واجتهدوا
قالوا شبيه (القرد) ثمَّ رأوا
أنَّ التشابهَ ليسَ يُعتَمَدُ
فغويبةٌ ملآى بأقنعةٍ
شوهاءَ تدنو ثمَّ تبتعدُ
لا بأسَ أن تلقى بها ملكاً
آباؤه الأشباهُ، إنْ وُجِدوا
ولعلهم أدنى، وأيّ أبٍ
من هؤلاء الفخرُ والمَدَدُ!؟
***
أتقولُ قد ورثَ الزرافةَ، أمْ
أنَّ القنافذَ قومُهُ الجُدُدُ؟!
أمْ فيهِ من طبعِ الضِّباعِ وما
لبناتِ آوى حينَ تُضطهَدُ؟!
***
يا سادتي، ما عدْتُ أفهمُ ما
زعموا وما وصفوا وما قصدوا
فإذا افترضنا أنَّه أسدٌ
ولهُ على أكتافهِ لَبَدُ
فلِمَ الحميرُ تهشُّ ناهقةً
لمقامهِ لو راحَ يبتردُ
وَلِمَ الكلابُ تقودُ موكبَهُ
أنّى تراءى وارتأى الكَمَدُ
أسدٌ!!، يقولُ الفأر: واعجبي
من صاحَ بي، مَنْ قالَ (يا أسدُ؟!)
ويجيبُ من نادى: أتسكنُ في
جحرٍ، وأنتَ العونُ والسَنَدُ
القائدُ (الموهوبُ) ما وُلِدَتْ
نِدَّاً لهُ الآسادُ إذْ تَلِدُ
أيُجيبُ؟!!...، لا، فالأمرُ مُفْتَضَحٌ
ولَكَمْ تحاشى القولَ مَنْ خَمَدوا
القابعونَ بقعرِ مزبلةٍ
قدْ أفسَدَتْها ريحُ مَنْ فسَدوا
زعموا...، وصاحَ الفأرُ في ضجرٍ:
يا بؤسَ ما زعموا وما اعتقدوا!
عبد القادر حمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق