ظِلّ
*****
وسط السامر همس "همّام" في أذن أبيه "عبد المأمور" سأرجع إلى البيت الآن عبر الحقول، لم أعد أخاف من حديثك عن الذئب الرابض أمام حقول القصب، والغول الذي يعربد في الظلام، تفاجأ الأب بحديث "همّام" ونظرات عينيه التي تخبره باليأس من تحذيراته عن أشياء لم يرها.
لم ينتظر إذن أبيه، انطلق مسرعًا كأنه يخاف من هواجسه الداخلية التي تحثه على الانتظار أكثر من خوفه رفض أبيه.
عند حقول القصب وجد شيئًا ضخمًا مخيفًا برأس كبير ورؤوس أخرى صغيره تتحرك في كل اتجاه يسد الطريق، ازدرد لعابه حتى جف حلقه، اقترب بحذر ليجده ظلًا لذئب بين أشباله وقت شروق آخر قمر في الشهر.
"هل هذا هو الذئب؟ لقد تخيلته من أوصاف أبي بكائن خرافي ضخم أشعث أغبر أحمر العينين وأنيابه طولها متر وأظافره متر، وقفزاته أمتار"، لابد أن أبي رأى ظِلّه ولم يره حقيقة قط.
استمر "همّام" في طريقة وكلما اقترب أكثر صغر حجم الذئب، وأسرع خوفه الداخلي في الانسحاب.
سنوات تمر وعرف "همّام" أن كل ما نخاف منه ما هو إلا ظِلّ لكائن ضعيف تضخمه مخاوفنا وعقولنا، ينسحب أمام إقدامنا، وتحول همسه إلى هدير .
***********
د. حارص عمار النقيب
*****
وسط السامر همس "همّام" في أذن أبيه "عبد المأمور" سأرجع إلى البيت الآن عبر الحقول، لم أعد أخاف من حديثك عن الذئب الرابض أمام حقول القصب، والغول الذي يعربد في الظلام، تفاجأ الأب بحديث "همّام" ونظرات عينيه التي تخبره باليأس من تحذيراته عن أشياء لم يرها.
لم ينتظر إذن أبيه، انطلق مسرعًا كأنه يخاف من هواجسه الداخلية التي تحثه على الانتظار أكثر من خوفه رفض أبيه.
عند حقول القصب وجد شيئًا ضخمًا مخيفًا برأس كبير ورؤوس أخرى صغيره تتحرك في كل اتجاه يسد الطريق، ازدرد لعابه حتى جف حلقه، اقترب بحذر ليجده ظلًا لذئب بين أشباله وقت شروق آخر قمر في الشهر.
"هل هذا هو الذئب؟ لقد تخيلته من أوصاف أبي بكائن خرافي ضخم أشعث أغبر أحمر العينين وأنيابه طولها متر وأظافره متر، وقفزاته أمتار"، لابد أن أبي رأى ظِلّه ولم يره حقيقة قط.
استمر "همّام" في طريقة وكلما اقترب أكثر صغر حجم الذئب، وأسرع خوفه الداخلي في الانسحاب.
سنوات تمر وعرف "همّام" أن كل ما نخاف منه ما هو إلا ظِلّ لكائن ضعيف تضخمه مخاوفنا وعقولنا، ينسحب أمام إقدامنا، وتحول همسه إلى هدير .
***********
د. حارص عمار النقيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق