الخميس، 27 يوليو 2017

من ذاكرتي الإذاعية - د.حارص عمار النقيب /مجلة قطوف أدبية /رئيس التحرير :سمر سليمان معتوق /نائب رئيس التحرير : نسرين العسال تحرير : موسى سعيد



د. حارص عمار النقيب
من ذاكرتي الإذاعية (الأول):
**********************
كنت أحب الاستماع كثيرًا إلى الإذاعة، في أحد الأيام سمعت قصة قصيرة أعجبتني؛ حيث تدور القصة حول رجل عجوز أنهكه التعب من السير والحر الشديد، فوقف حتى يستريح ثم يكمل الرحلة إلى منزله، وبالصدفة كان وقوفه أمام باب جمعية تعاونية قديمة، لم تمر سوى دقائق حتى سمع ضوضاء تأتي من خلفه.
نظر إلى الخلف فوجد طابورًا طويلًا يقف، في البداية أستغرب الأمر، ولكنه أستمر في الوقوف، ولم يتحرك من مكانه لساعات، حتى دب القلق بين الواقفين، وأخذ أحدهم يسأل آخر:
- لماذا نحن نقف هنا؟
- فرد عليه: هذه جمعية تعاونية؛ أسعار منتجاتها مدعّم – أرخص عن السوق-، نحن نقف لنحصل على هذه المنتجات.
- ولكن الأتربة الموجودة على هذا الباب تدل على إنه لم يفتح منذ سنوات!!
عندما طال الوقت، وبدأ الليل في الزحف؛ بدأ كل واحد يسأل الآخر نفس السؤال: لماذا نقف؟
وأخيرًا أستقر الأمر على أن يسألوا أول واحد وقف؛ وكان الرجل العجوز.
- لماذا تقف هنا يا شيخ؟
- فرد الشيخ: لقد وقفت حتى أستريح من تعب الطريق والحر.
- ولماذا تستمر كل هذه الساعات واقف؟
- نظر إليهم بإستغراب ودهشه، ثم قال: بعد ما أخذت قسط من الراحة، وهممت بالرحيل، نظرت إلى الخلف وجدت طابور طويل وأنا الأول، فكيف أتنازل عن دوري! أنا الأول.
*********

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...