الأربعاء، 7 يونيو 2017

قراءة في ومضة (أمة) للكاتب الفلسطيني: عمر أبو الرب / للأديب و الناقد: عادل لخليدي/ على فرسان اللغة و الأدب / و إضاءة جديدة من إضاءات نقدية / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق / نائب رئيس التحرير: نسرين العسال




السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أسعد بلقائكم أساتذتي الأفاضل في فقرة ( إضاءات نقدية ) و  هذا العدد سيكون بعنوان:  
يا شهر جلّ جلالك فينا    
قراءة في الومضة الموسومة بـ (أُمَّةٌ) للكاتب الفلسطيني عمر أبو الرب .
الومضة:
أُمَّةٌ
تَفَرَّدَ بِهَا الوَجَعُ، وَحَّدَهَا الصِّيَامُ.
التّحليل:

شكّلت أوجاع أبناء الأمّة العربية و الإسلامية في مختلف أقطارها مادّة خصبة للكتّاب مع مرور السّنين و تزايّد النّكبات ، و هو ما جعلهم يشحذون العزائم بأقلامهم ، حيث كان لذلك الإبداع وقع في نفوس أبناء الأمّة و الكاتب عمر أبو الرّب واحد من أولئك الكتاب الذين بكو حال أمّتهم ، لذا نراه يعبّر بطريقته الخاصّة و هو يصوّر عمق الجرح النّازف من خلال ومضته القصصيّة هته.
جاء عنوان الومضة مفردا نكرة ، ( أمّة ) و هي بمعنى جماعة من النّاس تجمعهم روابط تاريخية مشتركة ، هؤلاء الذّين من المفروض نراهم متّحدين ، غير أنّ الواقع يقول عكس ذلك ، إذ نجد هذه الأمّة قد تطاول عليها الوجع و أنهكها ثمّ قتل بهجتها و أدمى أنحاءها بعدما تفرّد بها ، و هنا يجرّنا الوامض للتّساؤل عن سبب هذا كلّه ، ليرسم في أذهاننا حال أبناء هذه الأمّة و هم يجرّون أذيال الخيبة و يتجرّعون طعم الفرقة و أوطانهم الآن صارت للأعداء منتجعا ، هذا السؤال و غيره من الأسئلة التي تنهال على رؤوسنا كلّها عمل الكاتب على تضمينها شطر ومضته الأوّل و الذي اتّسم بالتّكثيف و زاد من تحسّر القارئ على حال أمّته و هو ينظر بعين من لم يعُد يُسَرُّ لشيء بعدما أضحى مكبّل القوام كئيبا ، و هنا يحاول الوامض من خلال عنصري  المفارقة و الإدهاش أن يبدّد سحب الكآبة و هو يقصم ظهر القهر و الفرقة في شقّ الومضة الثّاني  محاولا بعث الأمل  من جديد في تلك النّفوس مع انبثاق فجر أوّ يوم من أيام شهر رمضان الكريم ، و هنا تكمن النهاية المباغتة .
هذا الشّهر الذي صار الشّيء الوحيد الذي جمع شتات الأمّة التي أضنتها الحروب و أرهقتها .
هذا التغيّر في الحال بقدوم شهر التوبة و الغفران هو بمثابة إعلان لإصلاح حالنا و حال أمتنا التي أتت عليها الحرب فلم تترك أُمًّا و لا رضيعا و لا شيخا إلاّ أتت عليه فتركته كالرّميم .
تحيّة للكاتب عمر أبو الرب و للمشرف الأستاذ حمدي الكحلوت أبو عماد و لفارسات و فرسان اللّغة و الأدب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...