سليمان محمد تهراست. المغرب
شَاعِر للْبَيع
لَا وَقتَ لِلصلَاةِ بعدَ الآن
يَا أبَتي
فكُل الأَمْسِيةِ حَرب
هَلوَسَاتٌ ثَقِيلَة
ذِكرَيَات تَرشُق جِدَارَ الذاكِرة
يَا أبَتي:
يُؤلمنِي جَسدِي
ذَات لحْظَة أُحسُ أَننِي لَستُ أنَا
وأنّ طَائرَ السّماءِ يَجثُم عَلى صَدرِي
فاتهَجَى الألَمْ
يُثقلُني هَذا الوَحْش اللَامْرئِيّ
العَصيّ، المُتمَرد، النّرجسِيّ، الدِكتَاتورِي،
يُعكِر مِزَاج الوقْت فِي حَدّاقَتي
يُفْقدُ وَعي اللحَظاتْ
بَل ذَاكِرتهَا
إنّه يَشدُ تَاء المَوت نَحوِي
يَا أبَتي:
لَا تَكذِب مُجَددًا فلنْ أنجُو
مِن عذَاب الفُصولْ
من فصولِ الرّحِيلْ
ومِن اسْمِي
ومنْ جَواسِيسِ الليلْ
أخبرني للمرة الأخيرة: هلْ أُفلِحُ إذَا بصقتُ عَلى كلّ هذَا الجنُونْ؟
لَا وَقتَ للصلَاةِ بعدَ الآن
يَا أبَتي
فالكَونُ غُرفَة صَغيرَة
والسّمَاءُ أرِيكَة قَديمَة
كلّ مَا أرَاهُ حَولي لا أعْرِفُه
وَجهِي البَالِي
فِنجَانُ قَهوَتي
وحتّى كُتبِي المُغبَرة بِأنِينِ الموتَى
أصوَاتُهم المُزعِجة تَملَأُ الفراغ
الرّهيبَ في رُوحي
يَا أبتي:
كيفَ أهرُب مِن شَخيرِهم،
مِن نظَراتِهم الجَائعهْ؟
أنا لا أحبهُم
لأنهُم لا يُقيمُونَ الولَائم، ولَا
يَحتفِلونَ بأعيادِ الميلَادْ
أغْبطُهم كَثيرًا فَهُم لا يمَارسُون السياسَة
لَا وَقتَ للصلَاةِ بعدَ الآن
يَا أبَتي
فَوَحدَهَا الكَأس المُحرمَة تَجعَلنِي
أخيطُ حلُمًا كَثيرَ الرّقَع
وأعْرِفُ حَقيقَةَ الرّعبِ الّذي يَنفُخ سَراوِيلَ الشّعَراءْ
وَحدَهَا مَن تُخْفِني عَن العَالم المَريضْ
وعَنْ ظِل امرأةٍ يسكُن الجِدارْ
أَنَا للبَيع
أَنَا للبَيعْ
فَهل مِن مُشتَرٍ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق