الاثنين، 1 مايو 2017

مواقع التواصل الاجتماعي / مقال بقلم : محمود إيت الكاتب / مجلة قطوف أدبية / رئيس التحرير: سمر معتوق / نائب رئيس التحرير: نسرين العسال


كتبت بعض علامات النضج في مواقع التواصل الاجتماعي في مسودة البارحة، فارتأيت أن أشاركها معكم في هذا الفضاء الأزرق ليستفيد الجميع و تعم الفائدة..
فالتعاطي المُفرط الذي نقضيه في أدوات التواصل الاجتماعي يدفعنا إلى الحساسية المُفرِطة و الشخصية عندما يتم التعامل - التفاعل المباشر في سياقه النقدي، وهنا أستثني بعض الأشخاص بحكم موضوعيتهم و حنكتهم في الأخذ والرد .. الحوار و النقاش .. التواصل و الاقناع .. إلى غير ذلك.
رهان تحقق الهدف من التدوينة المكتوبة .. التغريدة .. الفيديو المُسجل .. المقال المُنظَّم .. الشعر .. الخ مرتبط بعامل النضج الذي ينبغي أن يكون حاضرا في وعي، المُدوِّن، المُحاضر، البودكاست والكاتب ...
و إلا أدى غياب ذلك إلى خسارتين: الأولى معنوية تتجلى في قيمة الوقت، و الثانية سلوكية تتجلى في سلوك الانسان الذي يفتقد سلوكه و رده للموضوعية أو على الأقل للرسالية التي يحملها المحتوى إن لم يكن فكريا .. و أشرت لذلك في مقال كنت كتبته منذ سنتين حول الكتابة الشخصية .. دعوة للبناء مشيرا إلى أن "ينبغي لأفكارنا أن تتسم بمبدأ القصدية خاصة ونحن في زمن
الإعداد. فينبغي لأفكارنا أن تكون رفيقة التصور البنائي والعمل القصدي حاملة معناه والذي يروم الإنجاز إنزالا دون
انتكاس واعتكاس" وعليه فبعض العلامات التي تروم النضج في مواقع التواصل الاجتماعي جمعتها في سبعة علامات عايشتها أكثر من مرة:
- التفاعل الموضوعي إن كان الموضوع فكري الطرح، أظن أن العبارة واضحة ولا تحتاج لتفسير
- احترام النسق النقدي في سياقه البنائي وليس التهديمي
- احترام ضوابط التواصل والمشاركة، وهذا من جملة العمق الأخلاقي للفعل التواصلي خصوصا وأن المجتمع يخترقه التعدد الثقافي و هذا من نعم الله
- حضور أدبيات النقاش في المواضيع الحوارية وضبط الاختلافات، أحب أن أشير هنا الى شذرة من مقال كنت جمعته في ثلاثين كلمة من صفحة المفكر ذ. محمد اومليل وفحواها " العجم، استخرجوا من فضلات الانسان الانسولين، مؤمنا كان او ملحدا! ونحن، لم نستطيع استخراج الحكمة من الانسان المخالف لنا!"
- ترك الانحياز المعرفي وترك مناقشة القناعات الشخصية للأفراد، وهذا ما عبر عنه أيضا الأستاذ والصديق محمد اومليل في صفحته بالقول
" لست ادري لماذا كلما تحدثنا عن ( المواضيع ) الا وتحركت ( الذوات )؟!
ينتقل الحديث مما هو ( موضوعي ) الى ما هو ( شخصي )
هل هي ظاهرة انسانية عامة ام هي خاصة بفئة دون اخرى؟!
والغريب اننا كلنا نزعم بان الاختلاف سنة كونية ، واننا نقبل به وانه رحمة ..فاذا به يصبح نقمة ومتنفسا لا مراضنا الدفينة في قاع نفوسنا .."
بالإضافة الى تفسير ما لا تفسير له .. ففي الفكر وتشذيبه الكثير من النقاش والعطاء المتبادل عوض الغوص في قلب أزمة التحيز العقائدي والطائفي والسياسي وسائر الألوان التي نعيش تبعاتها اليوم و غموضها.
- استثمار الفيسبوك بطريقة رسالية قَصَدِية، فمنذ يومين بالضبط ضممت لقائمة نشري الفيسبوكي تصنيفا بعنوان "أحسن_تدوينة_قرأتها_اليوم" بجانب حقائق مقابل الآراء .. مقالات .. شذرات .. إلى غيرها من التصنيفات العديدة، و هذه الطريقة تجدي نفعا إذ ترسم الطريق أو التخصص الذي تبحث فيه و تدون من أجله بطريقة ذكية و منظمة.
- التدوين من جملة الممارسات التي يمارسها الانسان في حياته اليومية لأغراض و حاجات تختلف من شخص لآخر و هنا سأدع الأمر مفاجأة يتم الإفراج عنها و تفصيلها بشكل مميز في حوار تواصلي "رسم التنوير من واجبات التدوين" مع المدون و الكاتب ذ. سعيد أمرير و هو يجمع –المقال- مقومات التدوين و الخصال التي يجب توفرها إذ التدوين والكتابة هما وجهان لعملة التبليغ لرسم التنوير و يدخل التدوين في الأهمية بمكان إن عاضده برنامج و أهداف ليكون من أحد علامات النضج في مواقع التواصل الاجتماعي.
أشير في الأخير أن الفيسبوك هو مجرد قرية كونية افتراضية تعكس واقعنا نتجاذب فيها دون ضوابط إما لإغفالنا عنها أو تغافلنا .. فكما أشرت سابقا في تدوينة مستقلة أن التدوين شكل من أشكال الثقافة، فأي ثقافة نبلغها و نفرح بها إن كانت تحمل في بطونها أشكال التحيز و التنافر و الطمس و التجاذب و التلاسن وووو .. جملة القول، أغنوا المنشور فأنا أرى أننا ما زال يلزمنا الكثير من .... لنصل الى ....
مودتي.
بقلم محمود ايت الكاتب
29-04-2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخر ما نُشر في قطوف

كدمة بقلم الشيماء عبد المولى . الجزائر

″ كدمة ″ كلُّ الكدمَاتِ مُوجِعة وجعًا لا يُطاق يحاصرُ كلَّ قلبٍ مَريضٍ و كلَّ جفنٍ مُترَعٍ بلَيَالِي الانتظَار يطُولُ الوقتُ عَمداً تَلت...