النفق .. ( الثالثة والعشرون .. والأخيرة )
انبعث الضوء قويا يهزم عتمة النفق ..
وسمعوا صرخة الله اكبر بعد طول انتظار ..
تهاوى التراب سريعا .. ونفذ الرجال من الفتحة التي استطاعوا حفرها وسط الركام ..
قاموا بسحبهم سريعا بعد أن أخبرهم بأن عناصر النظام على وشك الدخول ..
تخلف عنهم اثنان من المجموعة وزرعوا عبوتين على عجل
وخرجا بسرعة ..
لم يكن الهدف من العبوتين قتل من يدخل النفق فحسب ..
بل إغلاق النفق خلفهم .. حتى حين ..
بعد مرور أشهر ...
في إحدى الدول الأوربية ..
كانت مع صديقتها في المطار ..
خرج جميع المسافرين بحقائبهم .. وحده تأخر ..
كانت عيونها تجوس الوجوه .. تحمل في يمناها وردة صفراء
وتخفي ذراعها المبتور في جيبها الأيسر ..
بعد لحظات .....
ظهر أبو نور بحقيبة كتف صغيرة .. ولحية طويلة ..
ركضت تسابق قلبها ...
ضمها بيده اليمنى ... بينما كان يخفي يده الأخرى في جيبه الأيسر ..
لم يتكلما ..
كانا يبكيان بصمت ...
وطال عناقهما ربما عمرا ..
حاول أن يطوق خصرها ولأول مرة بذراع واحدة ..
إلا أن جنينها ذو الشهر التاسع جعل بطنها حائلا دون ذلك ..
ألقى التحية على صاحبتها التي سبقتهما ..
تأبط ذراعها المبتور وسارا ..
همس لها ..
- كيفو ابني ..
ضحكت ..
• قصدك بنتك ..
ضحك ..
- بنت ؟؟؟
• امممممم
- طيب كيفها نور ؟
• مشتااااقه .
- هي بس !!
ردت عليه بحمرة وجنتين ..
• وأمها كمان مشتاااااقة ..
ركبا في آخر مقعد من الحافلة الصغيرة ..
وألقت برأسها على كتفه .. وهمست ..
( الحمدلله ع سلامتك )
فابتسم ولسان حاله يقول :
ياشقية العينين ..
ثمارك أينعت ..
وقد حضرت سلالي ..
فنكزته وهمست ..
( عنجد !!!! ع فكرة .. بعرف بشو عمتفكر هههههه )
فضحك طويلا .. وأردف :
ياااا غليظة
ما أحلاك ..
وما أشهاك ..
وماااا أغلاك ....
لانعرف متى وصلت الحافلة ..
ولكن كلاهما يعرف ..
أنه فقد كفا ...
وربما فقد وطن .....
يحكى .. أن إيمان تلك الطفلة الخرساء ..
تزور قبر أختها باستمرار وهي الآن تستطيع نطق بعض كلمات سورة الفاتحة ..
ويحكى أيضا أن النفق حفر من جديد ولكن في مكان آخر ...
................................... تمت ................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق