شرود
حاول الإبقاء على مسافة تحفظ مخاوفه ،حشر نفسه في زاوية مليئة بالفراغ ، استدرجته أوهامه ، اقتحمت خلوته ، نسجت في رأسه خيالا مقيتا. ترائت له حركات مريبة ،كأنها أشباح تسرح وتمرح في خاصرة المكان . أراد جمع تعاويذه لمعرفة ما يدور حوله ، كان واثقاً بأن القلق سينهش الكثير من قدراته .عندما أخفق في الوصول لمسالك الهرب كان عليه أن يمازح تخاذله وأن يجعل من تلك الهواجس جزءً منه .لذا قرر المكوث معها وحتى يبدو له ذلك مألوفاً ،تحسس جسده كان عليه أن يثبت لنفسه بأنه مازال قابعا في تلك الغرفة اللعينة.
فاضل حمود الحمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق